تحول الأسلوب البصري في ظل المتغيرات التكنولوجية و تأثيرها علي بنية التصوير المعاصر

Abstract AR

لقد تنوعت الاساليب البصرية في العمل التصويري من الأعتماد علي التعبير و الحدس لخلق قانون بصري و اسلوبي ذو منطق جمالي متعدد الرؤي وذلك طبقا لمفاهيم الفن التي صاحبت تطور الاساليب الفنية علي مدار عقود، و في ضوء التطورات المتلاحقة علي البناء الاسلوبي و التناول الفني للاعمال الفنية و تخطيها الحدود الجمالية و البنائية للأساليب الفنية التي لم تتعدي كل من (الاسلوب الطبيعي او الواقعي، الخيالي، التعبيري و الاسلوب التجريدي ) تباينت اختلافاتها طبقا الي اعتماد الفنان علي تفسيراته سواء ان اعتمدت علي الأستلهام للطبيعة او من وحي الخيال او استخدامه لأحاسيسه الداخلية او استجابته بين العلاقات البحتة للخطوط و المساحات و الالوان بحيث تنفصل عن الواقع و تكون مغايرة في الشكل و اللون او التوافق مع النموذج الحي في التكوين الداخلي الغير مرئي بخلاف الشكل الظاهري.

و بتباين قواعد البنية التصويرية للوحة ما بين المحافظة علي التوازن ووحدة الموضوع و الايقاع و شد الانتباه بتداخل العناصر و التأمل، تعدد الاسلوب التقني و تنوع الفضاء البصري بمحددات للعمل الفني التصويري.

و بانتقال الفن المعاصر الي الحقبة التكنولوجية أصبح الفن المعاصر يتعامل مع المستويات الباطنية الخفية و المشفرة لعلاقات موضوعات الفن و ربطها بالحياة اليومية و بالتاريخ اليومي و المنطق البصري، بل ساهمت علاقات الفن المعاصر المتعددة المداخل و الفرضيات البصرية و الفكرية بالتقنيات الحديثة مثل الرقمنة و الطباعة الإلكترونية و بالعلوم التقنية و التجريبية، في تلاشي الحدود بين كل الأجناس الإبداعية، مما زاد من تفسير مفهوم الخصوصية لبنائية العمل الفني الخالص مما جعل الأعمال الفنية المعاصرة الهجينة سمة من سمات الحداثة و المعاصرة في البنية البصرية للفن، فظهرت ما بين أبحاثا نفيسة لتجارب ذاتية او تجارب علمية و تقنية مما حرر الفن و جرده من مفاهيم المادة و الشكل الي مفاهيم بصرية مرقمة و معقلنة حولت من البنية البصرية للعمل التصويري الي منطق تجريبي فكري ابداعي و مع اتساع المفاهيم البصرية و ارتباطها بالمتغيرات العصرية تحول الشكل العاكس لمجال الروية و المثيرات من دلالات تعبيرية و منطق تقني و فكري ووحدة نسق بنائي للابتكار اعمال تصويرية الي المفاهيم التي خصت التفاعل ما بين الفكر و التقنية في ما بعد الحداثة لتعيد تشكيل بنية الفراغ التصويري الي مفاهيم رقمية و تعددية تعتمد علي مبدأ التجانس و الاندماج في ضوء ضوابط تكنولوجية و اصطناعية عملت علي تغيير بنية التصوير المعاصر.