المرأة في سياق الدولة الوطنية الحديثة

Abstract AR

تمثل المعرفة الفقهية مجمل المعارف المنتجة في الفضاء الحضاري العربي الإسلامي، فهي المعرفة المشرعة للسلوك الفردي والجماعي؛ وارتباطها بالنص المقدس ارتباط عضوي، وعلماء الأصول والفقه المنتجون لهذه المعرفة بالرغم من أنهم علماء اجتهاد، فاجتهادهم لن يكون إلا ضمن أطر وبنيات العلوم اللغوية واللسانية لعصرهم، ومن هذا المنظور يعتبر الباحث عبد الجواد ياسين أن الفقه السني قد احتل موقعا ليس له "إن النص الخالص لم ينفرد بتأسيس المنظومة السلفية، وإنما تأسست بوجه عام على مصادر تاريخية مفارقة للنص، وإن كانت متاخمة له كالإجماع والقياس، فلقد أتى مع الإسلام حين من الدهر لم يكن شيئا سوى النص، ثم أتى على الإسلام حين آخر من الدهر أصبح الإسلام فيه هو النص مضافا إليه الفقه والفكر".

هذه المكانة المرجعية للفقه، صارت مساوية لمكانة النص أو متجاوزة، فحجم الفقه في هذه المنظومة أكبر من حجم النص على وجه التحقيق، وما تأسس على النص النواة؛ مهما كان حجمه، هو بلا شك استجابة للراهن والواقع، وهذا الأمر يدعونا لطرح السؤال التالي: إلى أي حد يمكن لنا أن نعيد قراءة هذا التراث بحيث تتأسس على النص النواة جملة قواعد وقوانين، تكون خاضعة للشرطية التاريخية المعاصرة؟ وما هي الطريقة المناسبة التي تخول لنا هذا الفعل، من غير إفراط ولا تفريط؟ من خلال هذه الورقة المقدمة؛ والتي هي بعنوان: (المرأة في سياق الدولة الوطنية الحديثة) أردت أن أقف على بعض القضايا التي لا يزال وضع المرأة معقدا فيها، ولم تكن هناك قراءات جادة إلا بقدر إعادة تدوير تلك الإشارات والمقولات القديمة، في ثوب يبدو جديدا ومناسبا للغة العصر، لكنه لم يضع حلا جذريا لعديد القضايا المربكة للفكر الديني، والمحدثة لأزمات متتالية، وتمثل صعوبة فائقة التصور، في عالم لا يعرف كللا ولا سكونا.