فعالية برنامج أنشطة فنية لخفض حدة السلوك الاندفاعي لدى أطفال الروضة

Abstract AR

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان باعتبارها مرحلة التكوين و التشكيل و التى يتم فيها تحديد شخصية الطفل في المستقبل سواء كانت شخصية سوية أم مريضة فمعظم ما يعانية الطفل من اضطرابات نفسية يكون نتيجة لسوء فهم هذة المرحلة و ما تنطوى علية من متطلبات و إحتياجات.

كما أن لهذة المرحلة طابعا خاصا يميزها عن غيرها من مراحل النمو الإنسانى ولها مواصفات عامة تحددها و تفصلها عن غيرها من فترات الحياه الإنسانية مما يلزمنا جميعا أن نولى هذه المرحلة عناية خاصة وأن نخطط لتربيتهم و نقدم لهم البرامج التربوية و العلاجية المناسبة (أمل خلف: 2014، 5).

و نجد أن الطفل في هذا العمر يعانى من العديد من الإضطرابات و المشكلات السلوكية سواء بسبب عضوى أو نتيجة للبيئة المحيطة التى يعيش فيها و ما تضمه من أساليب معاملة و الدية و من أهم هذة الإضطرابات التى يعانى منها الطفل عامة و طفل الروضة بصفة خاصة إضطراب نقص الإنتباه المصحوب بفرط الحركة و الذى يعوق الطفل عن التعلم و التفاعل مع المثيرات والمواقف الموجودة في بيئتهم فالإنتباة هو أولى العمليات التى يدرك بها الطفل البيئة من حوله، و يعانى هؤلاء الأطفال من مشكلات متعددة في عملية الإنتباة و عدم القدرة على التحكم في الإندفاع و صعوبة في ضبط مستوى النشاط و هو ما يؤدى بدوره إلى إعاقة الأداء الوظيفي اليومى للطفل في حياته الأسرية و المدرسية و الإجتماعية، و نجد أن هذا الإضطراب لا يقف عند حد عدم قدرة الأطفال على التعلم أو الإنتباه للمثيرات المحيطة بهم أو حتى حماية أنفسهم من المخاطر التى يقعون فيها من دون قصد و لكن أيضا في حدوث العديد من المشكلات السلوكية مثل الإندفاع، العدوان، التمرد وغيرها من المشكلات السلوكية التى تعيق الطفل عن مواصلة حياتة بشكل طبيعى سواء داخل الأسرة أو خارجها.

و لعل من أهم هذة المشكلات السلوك الإندفاعى بإعتبارة من المعوقات الأساسية لعملية التعلم لدى الأطفال عامة، فالطفل الذى يعانى من الإندفاع لا يمكنه الإنتباة و التركيز مع معلمه فهو مندفع و متهور وغير قادر على متابعة عملية التعلم داخل غرفة الصف (خالد غازى: 2016، 2).

وقد أكد Lawra Murray أن الإندفاع كاضطراب سلوكى يؤدى إلى عدد كبير و متنوع من أشكال الإضطرابات السلوكية كما أن هذة الإضطرابات الشائعة ترتبط بالأشكال السلوكية للإندفاع مثل اضطراب الإنتباة و فرط الحركة عند الأطفال الذين يعانون من الإندفاع مما يؤدى إلى التعرض لمشكلات نفسية و إجتماعية كبيرة جدا ( داليا عبد الصمد: 2012، 37).

و نجد أن الطفل الإندفاعى طفل غير مقبول سواء داخل المنزل بسبب سلوكة غير السوى الذى يتسم باعدوانية و التهور أو داخل الروضة فعادة ما يرفض المعلمون مثل هذا الطفل داخل فصولهم لعدم قدرتهم على السيطرة عليهم مما يؤدى إلى إثارة الشغب داخل الفصل.