أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات عند الطلاب المراهقين المكتئبين والعاديين

Abstract AR

إن البيئات الأسرية تمثل البيئة الأساسية التي يظهر فيها سلوك المراهق، وأيضا الطفل من قبله، ويتعلم هذا السلوك ويتم تشجيعه عليه، وكبحه أيضا (Dishion& Patterson، 2006).

فالمراهقة فترة انتقال بين عهدين، يعبر فيها المراهق من الطفولة إلى الرجولة، كما أنها مرحلة يعاد فيها تنظيم القوى النفسية والعقلية كي تجابه مطالب الحياة الراشدة.

والمراهق يحيا ضمن أسرة تتعامل معه بأسلوب تربية معين، وهذا الأسلوب يختلف من أسرة لأخرى، ومن أب إلى أم، وهذا ما يفسر الاختلاف في سلوك الأفراد والجماعات.

وتعد أساليب الرعاية الوالدية ذات أثر بالغ في شخصية هؤلاء الأبناء، ولم يعد سرا أن المعاملة التي يتلقاها الطفل من والديه داخل الأسرة ذات علاقة وثيقة بما يمكن أن تكون عليه شخصيته وسلوكه وقيمه وتوافقه (محمد الشيخ حمود، 2010، ص 19).

وإذا كانت المعاملة التي يتلقاها الأبناء معاملة سوية من جميع النواحي النفسية والاجتماعية والجسمية وغيرها، وهي التي تعتمد على التحاور والتواصل المستمر بين الولدين والأبناء حتى تكون العلاقة بينهم مبنية على أسس الاحترام والتقدير وارتفاع في مستوى تقدير الذات.

أما إذا كان الوالدين يستعملان الأساليب غير سوية كالقسوة والعقاب سيؤثر حتما على شخصية الأبناء وبالتالي ستؤدي هذه المعاملة السلبية إلى ظهور اضطرابات نفسية ومن بينها الاكتئاب الذي يعتبر كنتيجة لهذه المعاملة وهو عبارة عن رد فعل لهذه الأساليب الغير صحيحة في التنشئة.

فأساليب المعاملة الوالدية شيء يألفه العديد من الناس إما أثناء الوالدية (أي بعد إنجاب الأولاد) أو أثناء النمو، لذا فإن هناك أراء عديدة عن أفضل الطرق للتعبير عتها.

ويتلخص عن الدراسات التي تناولت أنماط تربية الطفل تحديد ستة أساليب والدية مميز، وهي: السلطوي Authoritative، الفاشستى Authoritarian، المتساهل Permissive، المتسامح Indulgent، التقليديTraditional، والمستهتر Indifferent.

هناك بعدان يميزان الفروق بين هذه الأساليب الوالدية، وهما: الاستجابة الوالدية Parental Responsiveness، والمتطلبات الوالدية Parental Requirements.

(سهام درويش وآخرون، 2015، ص 57) فيما يتعلق بتقدير الذات self-esteem، أشار دوبويز وهيرسك Dubois and Hirsch (2000) يلعب دورا ثانويا أو داعما للاكتئاب، وأن المزاج المكتئب وتقدير الذات المنخفض يحدثان بنسبة انتشار عالية بين المراهقين.

أيضا، تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن تقدير الذات المنخفض يسهم في نمو الاكتئاب (Orth، Robingsأشار أكانكاشاAkanksha (2013، P.

310) في استعراضه للأدبيات فيما يتعلق بالعلاقة الأسرية بتقدير الذات إلى أن النتائج تشير إلى أن المراهقين الذين يرون أن الوالدين منصفين ولا يفرقان في المعاملة بين الأبناء، ويرون أيضا أن والديهم يتقبلونهم كان لديهم تقدير ذات مرتفع مقارنة بأولئك الذين يرون التجنب في البناء الأسرى.

كما تبين أيضا فيما يخص العلاقة بين تقدير الذات وأساليب المعاملة الوالدية أنه داخل الثقافة الغربية، هناك ارتباط عكسي بين تقدير الذات وأساليب المعاملة الوالدية التي تتميز بالمستويات المنخفضة من التقبل والمستويات المرتفعة من الحماية الزائدة (أي عدم ضبط الانفعال).

بالإضافة إلى ذلك، تبين وجود علاقة بين السلطوية المرتفعة لدى الأم والمستويات العليا من تقدير الذات والرضا عن الحياة، والمستويات المنخفضة من الاكتئاب.

ومع ذلك، تبين وجود علاقة بين التوافق النفسي وأساليب المعاملة الوالدية على الرغم من الميزة التي تتفوق بها الأم السلطوية على الأم المتساهلة، حيث كان ذلك واضحا في كل النواتج التي تم قياسها.

ومن ثم فإن البحث الحالي يحاول الكشف عن أساليب المعاملة الوالدية وتقدير الذات عند الطلاب المراهقين المكتئبين والعاديين