أبنية الأفعال المُجردة ودلالاتُها في سُورة المائدة

Abstract AR

ينقسم الفعل باعتبارات مختلفة، غير أن التقسيم المعتمد لدينا في هذه الدراسة اعتبار البنية، فينقسم الفعل من حيث البناء إلى مجرد، ومزيد، وينقسم المجرد إلى ثلاثي ورباعي، وللثلاثي المجرد ستة (أبواب): وهي أبواب الفعل الثلاثي المجرد على وفق اختلاف العين واتفاقها في الماضي والمضارع، وهي: (فعل-يفعل)، و(فعل-يفعل)، و(فعل-يفعل)، و(فعل-يفعل)، و(فعل-يفعل)، و(فعل-يفعل)، وهذا ما استقر عليه أمر الأفعال الثلاثية المجردة في الدرس الصرفي وعلى هذا التقسيم جرى تصنيف الأفعال المجردة الواردة في سورة المائدة، والوقوف على دلالات الأفعال الثلاثية المجردة الواردة في هذه السورة المباركة.

وللفعل وبنائه أهمية دلالية كبيرة في الكلام وأنساقه، إذ إن دلالة الفعل المجرد بأبوابه الثلاثة الأولى لا تكاد تنضبط ومع ذلك أشار بعض الصرفيين إلى دلالات وأبنية (فعل) ومن معاني (فعل): "الجمع والتفريق، والإعطاء والمنع، والامتناع والإيذاء والغلبة، والدفع، والتحويل، والتحول، والاستقرار، والسير، والستر، والتجريد، والزمي، والإصلاح، والتصويت فالفعل المجرد نفسه في كثير من الأحيان يختلف من سياق إلى آخر، أما دلالة بناء (فعل) فالغالب فيه الأعراض من العلل والأحزان وأضدادها، والعيوب كذلك عجف من عيوب البدن، "حمق وخرق وعجم" من عيوب النفس ورعن من الجلي جمع جلية وللدلالة على كبر حجم الأعضاء وغلب وضعه للنعوت اللازمة أي: "القائمة بفاعلها، التي كان من حقها أن يكون فعلها (فعل) بالضم، نحو: ذرب لسانه ذرابة فهو درب؛ أي حديد، وأما الأعراض ومنها الأمراض فنحو: جرب جربا، إذا كان ذلك خلقة، فتبين غلبة دلالات بناء أفعال الباب الرابع على الأمراض الظاهرة والباطنة.

وهذا ما سندرسه في هذا البحث بحول الله وقوته.