ملاحظات على باب وهمي غير منشور من مقبرة "رروت"

Abstract AR

الباب الوهمي عنصرا معماريا و زخرفيا هاما في مقابر أفراد الدولة القديمة و ما بعدها من عصور، سواء كانت مصاطب أو مقابر صخرية ^([1])، و كان يحظى باهتمام صاحب المقبرة أثناء فترة حياته^([2]).

و ترجع أهمية الأبواب الوهمية بمثابة أبواب و مداخل محصنة تستخدم في إرشاد العناصر الروحية للمتوفي سواء كانت البا أو الكا من و إلى حجرة الدفن و التى توجد أسفل و خلف الأبواب الوهمية و تضم جسد المتوفى^([3])، و تمثل أبوابا يدخل و يخرج منها المتوفي ذاته^([4])، و تشكل مدخلا تخيليا من عالم الأحياء في الشرق إلى عالم الأموات في الغرب^([5])، حيث يتلقى المتوفي الغذاء و البخور و التلاوات^([6])، و تقام أمامه الطقوس و الشعائر و الإحتفالات و تقدم القرابين^([7]).

شيدت الابواب الوهمية من الأحجار^([8])، أو الأخشاب^([9])، أو الطوب اللبن^([10]).

ظهرت النواة الأولى للباب الوهمي منذ العصر العتيق في عدة مناطق مختلفة في مصر العليا و السفلى^([11])، حيث كان التعبير عنه في الأسرة الأولى من خلال بعض النيشات مستطيلة الشكل و متفاوتة الأبعاد في مناطق أبيدوس و سقارة.

كانت بعض المشكاوات خلال عصر الأسرة الثانية أكثر تعبيرا منتلك المستطيلات في مقابر الأفراد، حيث ثبت في صدر تلك المشكاوات ما عرف بلوحة القربان^([12])، وقد تشابهت هذه اللوحة مع لوحات السقف التي عثر عليها في مقابر حلوان وأن اختلفت عنها في مواضع إقامتها^([13]).

يرجع الشكل التقليدي للباب الوهمي إلى عهد الملك سنفرو من الأسرة الرابعة، حيث ظهر الباب الوهمي بعضادتين و طبلة يعلوها عتب فوقه لوحة قربان تميزت بتصوير المتوفي قبالة المائدة و جدول او قائمة بكميات و أنواع القرابين و تجويف يسمح بتسجيل بعض النقوش عليه([14]).

شهدت الأبواب الوهمية العديد من الإضافات سواء لملامحها المعمارية أو الزخرفية خلال الأسرتين الخامسة و السادسة^([15])، و ما تلاها من عصور وشاركتها أهميتها و بعض أغراضها اللوحات الجنائزية منذ عصر الإنتقال الأول ^([16])، إلا أن الباب الوهمى كما توضح الدراسات ظلت أهميته في مصر السفلى حتى الأسرة الثانية عشرة^([17])