تقييم جودة الخدمة التعليمية باستخدام مقياس الفجوة بين إدراك الطلاب لمستوى جودة الخدمة المقدمة و بين توقعاتهم للخدمات الممتازة : "دراسة تطبيقية على المؤسسات التعليمية الكويتية"

Abstract AR

تأتي رياح التغيير و الاهتمام بجودة الخدمة التعليمية مصاحبة لحالة الاهتمام بنشر ثقافة التوجه نحو العالمية و التي صاحبها العديد من المتغيرات التي أصبحت ضرورة ملحة واجبة التنفيذ وذلك في العديد من المجالات إن لم يكن في جميع المجالات، و من أهم هذه المجالات التي نالت العديد من الاهتمام نجد التعليم على رأسها باعتباره منطلق التنمية في مختلف المجالات الأخرى، و من هذا المنطلق تتعالى الصيحات بغرض إحداث طفرة في هذا المجال باعتباره من منظور الباحث قاعدة لمثلث التنمية (العلم و الصحة و المال) وبدون التعليم يتهاوى قطبي التنمية الآخرين، و من ثم فقد تعالت الصيحات بضرورة الاهتمام وصورة متزايدة بمجال التعليم وذلك استنادا إلى العديد من الجوانب، و نجد على الجانب الآخر اهتمام الدولة بإنشاء هيئة ضمان الجودة و الاعتماد باعتبار أنها أحد الجهات الرقابية القائمة على جودة العملية التعليمية.

و من هذا المنطلق حاول الباحث أن يبحث في مدى مطابقة مستوى جودة الخدمة التعليمية من منظور متلقى الخدمة التعليمية وهم الطلاب مع مستوى جودة الخدمة الممتازة الذى كان يتوقعه الطلاب قبل التحاقهم بمرحلة التعليم الجامعي وذلك اعتمادا على مقياس الفجوة بين الإدراكات والتوقعات (إدراكات الطلاب لمستوى جودة الخدمة توقعاتهم للخدمة الممتازة).

وتوافق ذلك مع إعطاء دولة الكويت اهتماما كبيرا للتعليم باعتباره الوقود الأكثر دفعا لعجلة التنمية و التطور و التقدم و النهضة التنموية في دولة الكويت، و تنص المادة الرابعة عشر من مواد الدستور الكويتي على أن “التعليم ركن أساسي لتقدم المجتمع، تكفله الدولة و ترعاه” و من ثم فالدولة تعمل على أن يكون التعليم في جميع مراحله ذات أولوية في الإنفاق و الاهتمام سواء كان في مرحلة التعليم الأساسي أو في مؤسسات التعليم العالي الجامعي، حيث تقوم دولة الكويت بإنفاق (3.8% ) من الناتج القومي الإجمالي للدولة على التعليم في كل عام، وقد حرصت دولة الكويت على أن يكون التعليم مجانيا في جميع مراحله(التعليم الأساسي أو التعليم الجامعي).

و يحرص الباحث في الجزء التطبيقي من هذا البحث أن يتم تطبيق البحث على طلاب الجامعات الكويتية الحكومية و الجامعات الخاصة و التي تبلغ (17) مؤسسة تعليمية، و نظرا لكبر حجم المجتمع فقد وقع الاختيار على جامعتين تم اختيارها بصورة منهجية وهما (جامعة الكويت، جامعة الخليج للعلوم و التكنولوجيا)، و كان من أهم ما تم التوصل إليه أنه لا توجد فروق ذات دلالة معنوية بين توقعات الطلاب، وأنه لا توجد اختلافات جوهرية أو معنوية بين إدراكات الطلاب لمستوى جودة الخدمة التعليمية الهم رغم اختلاف الجامعة التي يدرسون بها، كما تبين وجود فروق معنوية عند مستوى معنوية 0.05 لمعظم فجوات أبعاد جودة الخدمة التعليمية باستثناء فجوة الملموسية التي تشير الى عدم المعنوية.