معوقات التمكين الإداري لقيادات التعليم الثانوي و سبل التغلب عليها

Abstract AR

تشكل الإدارة في رأي العديد من الباحثين عنصرا مهما في نجاح العملية التعليمية و تحقيق فعاليتها، و إعدادها لمواكبة المتغيرات و الأزمات المعاصرة، و تبعا لذلك أصبحت الإدارة في المؤسسات التعليمية مثار اهتمام و عناية المعنيين بالتربية و شئونها بحثا و دراسة للوصول بها إلى أعلى قدر من الكفاءة المطلوبة لإنجاز ما يناط بها من مهام و مسئوليات.

و يعد التمكين من أهم العناصر التي تقف و راء أداء العاملين، فهو يضمن تكافؤ الفرص، و يزيد من النفوذ الفعال للأفراد و فرق العمل، بإعطائهم المزيد من الحرية و السلطة الكافية لأداء مهامهم فضلا عن مسؤولياتهم عن نتائج أعمالهم و قراراتهم، كما أنه يرفع درجة الاستفادة من قدراتهم و كفاءاتهم.

(تيسير زاهر، 2012م، 265)وتعد الموارد البشرية أساس نجاح المنظمات في عملها، لذا أولت إدارات المنظمات عظيم اهتمامها بالمهارات البشرية وكيفية تطويرها و تحفيزها و استخدام كافة الآليات و العمليات التي تعزز من أدائها، و يتمثل التمكين في مشاركة العاملين في اتخاذ القرارات، و إعطائهم المزيد من الحرية في العمل و التصرف و الرقابة الذاتية مع دعم قدراتهم و مهاراتهم بتوفير الموارد الكافية و المناخ الملائم و تأهيلهم فنيا و سلوكيا و الثقة فيهم.

و تعد وظيفة القيادة من أكثر المجالات التي لا تزال محط اهتمام المسئولين بسبب أهميتها كظاهرة إنسانية ترتبط بأداء الأعمال في الحياة اليومية للأفراد، و كذلك كونها المعيار الذي تستند عليه نجاح أي منظمة.

فالقادة – و منها قيادات التعليم الثانوي - يحددون أسلوب أو مدخل التعامل مع المشاكل و يتخذون القرارات، و يتبنون قيما معينة و يحددون الإستراتيجيات، و يعمل الأفراد داخل المؤسسة في حدود هذه الأطر التي يحددها القادة، فهم الذين يحددون نوع النشاط و بيئة و مناخ العمل داخل المؤسسة(محمد عباس محمد، 2003، 108 ).

و يعتبر التمكين الإداري من المداخل الإدارية التي تلجأ إليها الإدارات؛ لتزويد العاملين بالسلطات التي تتيح لهم القدرة على مزاولة المسؤوليات، و المشاركة في عملية صنع القرار بما يؤدي إلى رفع مستوى الدافعية لدى المديرين و العاملين مما يدفعهم إلى مزيد من الإنجاز.

و نجاح برامج التمكين الإداري تتطلب بالدرجة الأولى اقتناع الإدارة بفلسفة التمكين الإداري و التزامها بتطبيق هذه الفلسفة و دعمها، وتوفير المناخ التنظيمي الإيجابي الذي يعمل على توفير بيئة تنظيمية داعمة و مساندة لتكافؤ الفرص و المشاركة و تحمل المسئولية و محفزة لتطوير أساليب العمل و تحسين الأداء.