"واقع مراكز تعليم الكبار بالجامعات المصرية" : "دراسة ميدانية"

Abstract AR

في إطار الاهتمام المتزايد بالتعليم كسبيل لتحسين الأحوال المعيشية للأفراد و المجتمعات، و للوفاء بالالتزام الدولي؛ لتحقيق التعليم للجميع أصبح تعليم الكبار أحد القضايا المركزية التي يدور حولها النقاش على كافة المستويات العالمية، و الإقليمية، و المحلية، حيث تمثل قضية تعليم الكبار موقعا مهما على سلم الأولويات المطروحة في دول العالم، لذا ينظر إلى تعليم الكبار على أنه البدايات الطبيعية؛ لإحداث التطورات الإيجابية، و تأمين أمن المجتمع و طموحاته، و أحد العوامل الرئيسة لعملية التنمية البشرية ⁽[i]⁾.

و تعليم الكبار يمثل في جوهره تنشئة للإنسان، وتمكينه من تنمية قدراته على التعلم، و تطوير شخصيته بجوانبها كافة، حتى يستطيع الفرد أن يواكب ما يستجد من أشياء في المجتمع، و أصبح التعليم المستمر مدى الحياة من المسلمات الرئيسة في حياة الشعوب؛ و من ثم باتت مؤسسات تعليم الكبار تحتل مكانة متزايدة في حياة الشعوب.

و هذا يتضح فيما تقوم به الدول من إنشاء مراكز خاصه بتعليم الكبار، فعلى مستوى الدول العربية و منها مصر، قد تم إنشاء عديد من مراكز تعليم الكبار بالجامعات المصرية بلغ عددها أربعة مراكز منتشرة في أنحاء الجمهورية و هي: مركز تعليم الكبار في جامعة عين شمس، و مركز تعليم الكبار في جامعة المنوفية، و مركز تعليم الكبار بجامعة أسيوط، و مركز تعليم الكبار في جامعة الزقازيق، تعمل هذه المراكز على الارتقاء بتعليم الكبار و تقديم خدمات تعليمية تناسب المتعلمين الكبار.

و لكي تقدم هذه المراكز خدمات متميزة لابد من العمل على تجويد هذه المراكز لتحقيق معدلات أسرع في محو الأمية و تعليم الكبار، مما يلقي بالمسئولية على كافة الهيئات و المؤسسات و الجهات القائمة على تعليم الكبار بتبني مدخل الجودة في برامجها، بهدف تطبيق ممارسات أفضل لخطط تعليم الكبار، و التي تستجيب لحاجاتهم و من ثم تحقيق متطلبات المجتمع من ناحية أخرى.

و بعد أن تنوعت الأنشطة التعليمية التي تقدم للكبار بمختلف مستوياتها، فقد باتت الحاجة إلى تطوير و تحديث أساليب و آليات تقديم البرامج التعليمية للكبار بشكل يتناسب مع التطورات التكنولوجية الحديثة، لذا سعى الباحث إلى معرفة واقع مراكز تعليم الكبار؛ للوقوف على مواطن القوة و الضعف، و من ثم وضع المقترحات التي يمكن من خلالها تحسين الوضع داخل هذه المراكز؛ حتى يتسنى لها تقديم برامج متنوعة تتلائم و احتياجات الكبار، والوصول بهم إلى مستوى يمكن من خلاله الارتقاء بالمجتمع.