قراءة تربوية في آيات سورة الفتح : دراسة تحليلية أصولية

Abstract AR

من المعروف أنه لا يمكن لأي تربية تنطلق و تنبثق من فراغ، و إنما تنبع و تتوجه من خلال مصادر مرجعية تستمد منها أهدافها، و أفكارها و معتقداتها، و الأصول المرجعية للتربية الإسلامية هي: القرآن الكريم، و السنة النبوية المطهرة، و سيرة الصحابة و منهجهم التربوي، و كذلك جهود علماء المسلمين في الماضي و الحاضر.

و التأمل و التدبر للكتاب الكريم و محاولة فهم معانيه والتوصل إلى شيء من أسراره مطلب لكل عامل يبحث عن الطريقة التربوية المثلى، فالله مبدع الكون و مدبره و خالق الإنسان و مصوره هو اعلم بما يصلحه و يحقق له سعادة الدنيا و الآخرة.

و التأمل و التدبر للكتاب الكريم و محاولة فهم معانيه والتوصل إلى شيء من أسراره مطلب لكل عامل يبحث عن الطريقة التربوية المثلى، فالله مبدع الكون و مدبره و خالق الإنسان و مصوره هو اعلم بما يصلحه و يحقق له سعادة الدنيا و الآخرة.

(سعيد إسماعيل علي 2006، 23)ولذلك أنزل الله القرآن الكريم على سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) ليبقى المعجزة الخالدة و النبع الذي لا ينضب حتى تكمن الفائدة منه في كل زمان و حين، وكلما تطور الإنسان في العلم و تقدم به الزمان وجد أنه خاضع، أما هذا الكتاب الكريم فهو يعلو و لا يعلى عليه و نحن في هذا الزمان حيث كثرت الفتن و تعددت أسبابها بأشد الحاجة إلى الرجوع إلى كتاب الله حيث العلاج النافع و الملاذ الآمن من كل فتنة و مصيبة.

فمن هذا الباب ينطلق هذا البحث في جانب يسير من آيات القرآن الكريم وهي سورة الفتح حيث إنها تحتوي على مضامين تربوية كثيرة بحاجة إلى إظهارها و تبنيها، حتى يمكن الاستفادة منها.

ففي مطلع هذه السورة: يقول الله تعالى: (ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹٹ ٹ ٹ ڤ) [الفتح: 1-3]يوجه الله تعالى خطابه لنبيه إنا فتحنا لك أيها الرسول فتحا مبينا، يظهر الله فيه دينك، و ينصرك على عدوك، و الإشارة هنا الى هدنة الحديبية التي أمن الناس بسببها بعضهم بعضا، فاتسعت دائرة الدعوة لدين الله، وتمكن من يريد الوقوف على حقيقة الإسلام من معرفته، فدخل الناس تلك المدة في دين الله أفواجا؛ و لذلك سماه الله فتحا مبينا، أي ظاهرا جليا.

( محمد الغزالي 2003، 432) ثم يقول تعالى: (( ڭ ڭ ڭ ڭ ۇ ۇ ۆ ۆ) [الفتح: 7]