الإعلام الثوري في مواجهة المخطط الدعائي للاستعمار الفرنسي بالجزائر 1956-1962 : الإذاعة السرية للثورة الجزائرية أنموذجا

Abstract AR

لقد احتلت وسائل الاعلام و الدعاية منذ القدم مكانة بارزة في سياسات الدول الكبرى و مخططاتها السياسة و العسكرية على حد سواء و ذلك لما لها من عميق الأثر في تحصيل نتائج الانتصار و التميز في المجالات التي وظفت لصالحها و من المجالات التي بات فيها حضور الوسيلة الإعلامية و الدعائية ذا أهمية و حظوة كبيرتين حتى كان لها التأثير البالغ في انعكاساتها و تداعياتها و حتى تحديد في نتائجها تلك هي مجالات الحرب و ساحات المعارك التي أضحت ميدانا خصبا لحضور الوسائل الاعلامية و الدعائية بمختلف أنواعها و نخص بالذكر هنا الدور المفصلي الذي لعبته الإذاعة في سيرورة الحروب و تأثيرها في النتائج النهائية لها.

و بناء عليه ارتأت هذه الدراسة تسليط الضوء تجاه مؤسسة الإذاعة الثورية الجزائرية مبرزة الدور المحوري الذي لعبته هذه الأخيرة في التعريف بالثورة الجزائرية و تجلية أحداثها على المستويين الداخلي و الخارجي بهدف مجابهة السياسية التعتيمية التي مارستها الإدارة الإستعمارية لطمس معالم و أدوات جريمتها المرتكبة في حق الجزائر أرضا و شعبا و إيهام الرأي العام الدولي بأن أحداث الجزائر لا تعدو أن تكون مجرد شأن داخلي تخللته بعض "أعمال الشغب و الفوضى" التي تقوم بها ثلة من الخارجين عن القانون.

لتتمكن في الأخير هذه المؤسسة الإعلامية الإذاعية للثورة التحريرية بفضل عزيمة و إصرار من المناضلين الجزائريين تمكين الثورة الجزائرية قطع أشواط هامة لأجل التعريف بقضية الشعب الجزائري في كل دول العالم الحرة و المناصرة للحركات التحررية و هي التي تسعى لأجل تحقيق حياة يعمها الأمن و السلام للإنسانية بناء على ما نصته مبادئها.