التعليم وتحديات المستقبل في ضوء فلسفة الذكاء الاصطناعي

Abstract AR

يشهد العالم في سنواته الأخيرة ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت أثارها في معظم مجالات الحياة، فيكاد لا يخلو مجال من توظيف تطبيقات هذا الذكاء الاصطناعي، سواء في الطب والهندسة والتسليح والتصنيع والاستثمار وعلوم الفضاء والاتصال وغيرها، مما يضع على عاتق الوزارات المعينة بالتعليم مسؤوليات جسيمة لتطوير سياساتها ومناهجها واستراتيجياتها لمواكبة معطيات الثورة الاصطناعية الحديثة، والتي كانت بمثابة الشرارة التي أضاءت أمام التربويين مساحات جديدة في البحث عن إثراء ثقافة الذكاء الاصطناعي وتضمينه نظريا وتطبيقيا في مراحل التعليم المختلفة.

فهذا الإثراء يأتي كنيجة لكون الذكاء الاصطناعيArtificial Intelligence سيكون محـرك التقـدم والنمـو والازدهـار خـلال السنوات القليلة القادمة، وبإمكانه وما يستتبعه من ابتكارات أن يؤسس لعالم جديـد قـد يبـدو من دروب الخيال في بعض شواهده، ولكن البوادر الحالية تؤكد على أن هذا العالم بات قريبا.

وتفاعلا مع هذا القرب يصير البحث عن التعليم وتحديات المستقبل في ضوء فلسفة الذكاء الاصطناعي من الأولويات المهمة التي يجب أن تكون في قائمة اهتمامات المنظرين والمسؤولين عن التعليم في المجتمع، حتى وإن كانت هذه التطبيقات بعيدة عن تربة المجتمع الأصيلة لتركزها في البلدان المتقدمة.

فالمجتمع وهو يرنو نحو إصلاح تعليمه في مسيس الحاجة إلى رؤى تربوية أصيلة تبنى على المبادئ والغايات الثابتة للمجتمع، لقدرتها على استيعاب أية رؤى مغايرة، مهما كان لونها أو حجم المدافعين عنها.

فالتمسك بما تقوم عليه أصالة المجتمع ويحفظ جذوره يضمن نجاح برامج تطويره، ويعطيها المصداقية أمام أفراده، إذ لا يتأتى أن يصح مجتمع بعلاج مجتمع أخر، مباينا له جنسا ولغة ومزاجا، إلا إذا ركب ذلك العلاج على مزاجه وقابليته حتى تتجذر أدواته في تربة المجتمع الأصلية.