العلم و أمراض الثقافة

Abstract AR

ترتبط حركة العلم ارتباطا وثيقا بالمراجعة الدؤوبة، و إثارة الأسئلة، و النقد الموضوعي للممارسات العلمية.

و تصحيح التصورات، وسد الفجوات المعرفية.

وقيمة التراث العلمي تكمن في قدرته على تقديم إجابات شافية عن تساؤلات الباحثين، و إيجاد حلول لمشكلاتهم، وحين يعجز عن تقديم إجابات مقنعة لتلك التساؤلات، يتم البحث عن منافذ جديدة قادرة على تقديم إجابات مقنعة عن تلك التساؤلات الملحة، و هذا السلوك هو الذي يحدث ما سماه (توماس كون (Thomas Kuhn) بالثورات العلمية( )، التي هي أساس كل تطور علمي.

هذا التطور الذي يحصل للعلم محكوم بوعي المجتمع و الفرد، فثقافة المجتمع تشكل حافزا للفرد للإبداع و الإضافة النوعية للمعرفة، إذا كانت لديه القابلية للإبداع، كما أنها قد تكون عقبة في طريق نبوغه، و أغلالا تصفده عن التحليق في سماء الإبداع، و قليل من الناس و المجتمعات من يمتلك الإرادة لتخطي ما يقف أمامه من عقبات، و تحطيم ما يكبله من أغلال، و هؤلاء هم الذين يصنعون التغيير في كل زمان و مكان.

و الحضارة الإسلامية كغيرها من الحضارات الإنسانية مرت بفترات من القوة و الضعف، سجلت فيها إنجازات علمية خلاقة، و اكتفت في بعض الفترات بالتعليق على المتون العلمية و اختصارها، الأمر الذي أدى إلى قتل ملكة الإبداع كما ذكر ابن خلدون