الامتناع وأثره في الجناية على النفس: دراسة فقهية مقارنة

Abstract AR

يتناول البحث جريمة من الجرائم التي كثرت في هذه الأيام وهي جريمة الامتناع، و هو يتناولها بشقيها سواء الامتناع عن مساعدة الإنسان نفسه بما يؤدي به إلى الهلاك أو امتناعه عن مساعدة الغير بما يؤدي إلى موته، وقد قسمت البحث إلى تمهيد و مبحثين و خاتمة، فتناولت في لتعريف بالبحث و أهميته و مشكلته و أهدافه و خطته، بينما تناولت في التمهيد التعريف بالجناية، و الفرق بينها و بين الجريمة، و أنواع الجناية باختصار، وفي المبحث الأول تناولت الامتناع الواقع من الجاني على نفسه و أثره، حيث بينت حكم الامتناع من تخليص نفسه مما ألقي فيه من أسباب الهلاك، و حكم الامتناع من الطعام و الشراب، و حكم الامتناع عن التداوي من الأمراض، و الامتناع عن التداوي من جرح الغير، و حكم الامتناع عن الدفاع عن نفسه، و الأثر المترتب على و فاته في كل حالة من هذه الحالات، وفي المبحث الثاني تناولت أحكام الامتناع الواقع من الغير و أثره، و بينت فيه حكم الامتناع عن بذل الطعام للمضطر، و حكم امتناع الطبيب عن علاج غيره عمدا، أو في حال تيسير الموت للمريض، و حكم الامتناع عن إزالة سبب الضرر، ثم ختمت البحث بأهم النتائج و منها: أن للامتناع في الجناية على النفس صور عديدة، و منها الامتناع الواقع من الجاني على نفسه، و من صوره الامتناع من تخليص نفسه مما ألقي فيه من أسباب الهلاك عند قدرته على ذلك، و اتفق الفقهاء على أن من امتنع عن الطعام و الشراب عمدا حتى مات يعد قاتلا لنفسه آثما، و اتفقوا أيضا على مشروعية التداوي في الجملة، و اختلفوا في حكمه التكليفي على ثلاثة أقوال وقد رجحت القول الذي يرى أن التداوي مباح، و ليس مستحبا و لا و اجبا، و اتفقوا أيضا على أنه في حال الدفاع عن النفس ضد الصائل يحق للمدافع دفع ذلك عن نفسه بالأسهل فالأسهل، فإن لم يندفع إلا بالقتل قتله، وقد ذكر الفقهاء صورا عدة للامتناع عن إزالة سبب الضرر، و جعلوا صورة ذلك في الحائط المائل، و يمكن أن يقاس عليها غيرها