تصور مقترح لتحسين المناخ التنظيمى بمدارس التعليم الابتدائي ببلدية مزدة دولة ليبيا

Abstract AR

إن التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تشهدها المجتمعات، و الحركية الدائمة لهذا العالم الذي يسير بخطى متسارعة، تفرض على المجتمعات إيجاد السبل والوسائل الكفيلة بتلبية رغباتها الحالية و طموحاتها المستقبلية حتى تضمن بقاءها و استمرارها.

و باعتبار المؤسسة التعليمية أهم هذه الوسائل المحققة لتكيف المجتمع مع المتغيرات الراهنة، فإنها لا تستطيع القيام بهذه المهمة ما لم يكن لها اهتماما كبيرا بتوفير شروط البيئة التنظيمية للمدرسة و محدداتها، و أهمها: المناخ التنظيمي، إذ يعتبر من مواضيع السلوك التنظيمي التي تلقى اهتماما كبيرا من قبل الباحثين لكونه أحد العوامل التي تساعد المؤسسة في تحقيق أهدافها.

و يعرف على أنه: " يشير إلى طبيعة المهمات المستهدفة و المخطط لها، بموجب البناء التنظيمي للمدرسة، و لأنماط الإدارة المدرسية و الصفية السائدة فيه، و إلى طبيعة الاتصالات وقيم العمل و العلاقات السائدة، والى مشاعر الأمن و الرضا الوظيفي كما يشعر بها و بتأثيرها المدرسي بما يحقق تضامن و انتماء أفراد هذا المجتمع، و إثارة دافعيتهم كي يعملوا بتناغم و فاعلية لتحقيق المقاصد التربوية التي تسعى المدرسة الابتدائية إلى تحقيقيها".

(العريبات، 2007، 99).

و يتعزز نجاح مدير المدرسة في بلوغ الأهداف المخططة و النهوض بمسؤولياته بعدد من الأمور الضرورية في عمله كمسؤول أول عن سير و تسيير العمل في المدرسة، تتمثل في توفير المناخ الايجابي لممارسة العمل التربوي الناجح، و إشعار العاملين بالانتماء إلى المدرسة و الرضا عن عملهم، و مراعاة حق العاملين بالمشاركة في عمليات اتخاذ القرارات داخل التنظيم المدرسي، و تفويض الصلاحيات مع مراعاة مبادئ التفويض الفعال و شروطه، و تقوية الروابط بين المدرسة و أسر التلاميذ من خلال الاهتمام بمجالس الآباء و المعلمين و إشراك الآباء في برامج المدرسة و إطلاعهم على رسالتها و رؤيتها و أهدافها، و علاج الخلافات التي تظهر بين أعضاء الأسرة المدرسية، و الاهتمام بمواجهة المشكلات السلوكية للتلاميذ والوعي التام لخطورة و حساسية المهمة الملقاة على عاتق مدير المدرسة؛ باعتبار أن المدرسة عامل حيوي و مهم في اعداد التلاميذ ليكونوا أناس صالحين يعملون في خدمة أنفسهم و خدمة المجتمع.

(هندي 2011: 105) و القدرة على المتابعة و المثابرة للتمكن من تنفيذ الخطة الإجرائية المرسومة، و رصد ما يعوق سير التنفيذ و تخطيه و التغلب عليه و من ثم تقويم العمل، ثم القدرة على إقامة علاقات سليمة مع الآخرين، و القدرة على الإقناع بالحجة و المنطق لا بالضغط و الإكراه.