توجه انفرادات الإمام الهبطي في الوقف: "سورة الأنعام أنموذجا"

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد، فإن أشرف العلوم ما كان متصلا بكتاب الله تعالى، وإن من أجل هذه العلوم علم الوقف والابتداء؛ إذ به يفهم المراد من كلام الله تعالى.

ولقد اهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتعليم صحابته رضي الله عنهم الوقف الصحيح عند تلاوتهم القرآن الكريم؛ فقد جاء عن عبد الله بن عمر (ت73ه) رضي الله عنهما أنه قال: " لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده فيها، كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدقل".

وهذا الأثر يحتمل بنصه أن يكون المراد من قول ابن عمر: (وما ينبغي أن يوقف عنده منها) في الحلال والحرام، كما يحتمل أن يراد به الوقف بمعناه الاصطلاحي عند القراء، وهو ما جنح إليه الإمام الداني (ت444ه) حيث قال تعليقا على هذا الحديث في كتابه (المكتفى): " ففي قول ابن عمر رضي الله عنه دليل على أن تعليم ذلك توقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم".