التفكير الابتكاري لدى عينة من الأطفال

Abstract AR

الأحداث السريعة التي تمر بالعالم الذي تعيش فيه تحتم علينا أن نتعرف على ما لدينا من إمكانات عقلية و خاصة القدرات الابتكارية لتساعدنا على التكيف بطرق أصيلة و جديدة و بالسرعة المناسبة مع هذه الأحداث.

و يرى تورانس (Torrance، 1993: 44) أن للتفكير الابتكاري أهمية اجتماعية في عالم الانفجار المعرفي و السكاني الذي تزداد فيه سرعة التغير، و أصبحت حقائق الماضي غالبا ما تعوق التوجيه أكثر مما تساعد عليه، ولم تعد حقائق الماضي تستخدم بسهولة في حل مشكلات الحاضر و المستقبل، و هذا يحتم علينا في عالمنا المعاصر أن نبحث عن مداخل جديدة للخبرة من حيث استخدامها و اكتسابها، و أصبح الشيء الوحيد المعقود عليه الأمل من أجل رفاهية و راحة و صحة الشعوب هو الارتقاء بمستوى سلوك أبنائها الابتكاري.

الابتكار هو المسئول عما وصلت إليه البشرية من حضارات ومدنية ورقي عبر تاريخها الطويل، فلولا الابتكار لبقيت الحياة على صورتها البدائية حتى يومنا هذا، يضاف إلى ذلك أن الإبداع فيه متعة و سعادة نفسية و روحية للناس فضلا عما له أثر في إرهاف إحساس الناس و تنمية أذواقهم و خلقهم و ضمائرهم و مشاعرهم الدينية و الروحية والوطنية (أماني أهل، 2009: 27).

"أصبح الاهتمام بالابتكار و المبتكرين ضرورة عصرية في الدول المتقدمة و النامية على السواء ضرورة قصوى في العصر الحديث، وقد يرجع ذلك إلى أهمية الابتكار في تقدم الإنسان المعاصر، وفي التقدم الحضاري الراهن و كذلك كونه الأداة الرئيسية للإنسان في مواجهة المشكلات الحياتية المختلفة و تحديات المستقبل معا (عايش زيتون، 1987: 9).

فعن طريق التفكير الإبداعي يتعلم الإنسان حلولا جديدة لمشكلاته و يكتشف علاقات بين الأشياء و الأحداث و يستنبط مبادئ و نظريات جديدة، و يهتدي إلى ابتكارات و اختراعات جديدة و بذلك يصبح التفكير الإبداعي أهم أسلحة الإنسان في التصدي لمشكلات اليوم و المستقبل