فتاوى الخطبة للشيح حسن مأمون : جمعا و دراسة

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبد الله إمام المفتين و أكمل المجتهدين، صلى الله عليه و على آله و صحبه و من اتبع هديه و سار على سنته إلى يوم الدين.

.

.

و بعد:
فإنه من فضل الله سبحانه و تعالى علينا أن جعل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان و مكان، فلا نجد حادثة إلا و لأهل العلم و الفقه رأي فيها، ولما كانت النوازل في هذا العصر كثيرة تتميز بكثرة تشابكها، و دقة فهمها، تحتاج إلى البيان و التفصيل؛ حتى لا يقع الناس في المشقة، كانوا في حاجة ماسة لمن يجيب عن تلك المسائل، و يرفع عنهم الحرج بالاجتهاد و الفتوى.

وتأتي أهمية الفتوى في الدين أنها توقيع عن رب العالمين و لذلك كانت مهمة الأنبياء و المرسلين وورثتهم من أهل العلم إلى يوم الدين، وقد حذر الله و رسوله صلى الله عليه و سلم من الفتيا بغير علم، و جعل هذا من الكذب على الله و على رسوله صلى الله عليه و سلم و لا أحد أظلم ممن كذب على الله و على رسوله صلى الله عليه و سلم.

وفي وقتنا الحاضر ازدادت الحاجة إلى الفتوى نظرا للتقدم و التطور الذي شمل جميع مجالات الحياة الطبي و الإداري و المدني و السياسي و الإعلامي و التجاري و التقني و الاقتصادي فازدادت النوازل و كثرت الحوادث، و احتاج الناس إلى من يبين لهم حكم الشرع في الوقائع التي تمس حياتهم على هدي من الله و بصيرة، و علماء المسلمين و منهم شيوخ الأزهر الشريف قاموا و لا زالوا يقومون بواجبهم في بيان دين الله للناس أداءا للواجب المنوط بهم و احتساب لوجه الله تعالى،