عوامل نبوغ اللسان العربي قبل نزول القرآن الكريم

Abstract AR

يسعى بحثنا هذا إلى الكشف عن أهم العوامل التي ساعدت في نبوغ اللسان العربي قبل الإسلام، إذ اتسم اللسان العربي بالأصالة و العراقة فهو سليقي بالفطرة منذ القدم، و دليلنا في ذلك الزخم المعرفي الذي تميز به العصر الجاهلي و المتمثل في المعلقات، حيث أصبحت ملاذ الباحثين قديما و حاضرا حتى غدت ديوانا تستسقى منه أبلغ الكلمات و أفصح العبارات، كما يعد الشعر الجاهلي العنصر الأساس الذي ساعد علماء اللغة و الدين في تفسير دستور الأمة العربية ألا و هو القرآن الكريم، فليس تأريخ الأدب العربي بدعة لا سابقة لها فهو متميز بلغة الضاد التي هي لغة القرآن الكريم، حيث تكتنف قالبا أو طابعا لغويا مختلفا عن باقي اللغات الأخرى، مما رشح اللغة العربية أن تكون لغة عريقة و قديمة بقدم التاريخ كونها لغة حيوية اتسمت بالاشتقاقية اللغوية و الدلالية معا، فارتباط الأدب بالمجتمع يجعل له سلطانا على الأفراد، و يجعل تطوره مرهونا بقوانين المجتمع و لا يسير تبعا للأهواء، و لا وفقا لإرادة الأفراد و إنما يخضع في سيره لقوانين ثابتة مطردة، و كل خروج عن نظامه يلقى من المجتمع مقاومة، تكفل رد الأمور إلى نصابها الصحيح.

و من هنا نطرح الإشكال التالي : ما هي أهم العوامل التي ساعدت اللسان العربي على النبوغ قبل نزول القرآن الكريم ؟ و كيف تجسدت البلاغة و الفصاحة في أدبه ؟.