وسطية أبي بكر بن عمر الصنهاجي و دورها في نشر الإسلام في بلاد السودان الغربي 448-480 ه-1056-1087 م

Abstract AR

تعالج هذه الدراسة مبدأ الوسطية الذي تحلى به القادة المرابطون عامة و أبو بكر بن عمر خاصة أثناء فتوحاتهم في بلاد السودان الغربي إبان النصف الثاني من القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي أين استطاع المرابطون بقيادة أبي بكر بن عمر من نشر الإسلام في مناطق شاسعة من بلاد السودان بفضل تطبيقهم مبدأ الوسطية، وقد واجه المرابطون تحديات جمة أثناء فتوحاتهم في بلاد السودان، فقد كلفتهم هذه الفتوحات العديد من التضحيات و المتاعب، فحركة التمرد في الجهة الجنوبية لم تهدأ، مما اضطر بأبي بكر بن عمر إلى تقسيم جيشه إلى قسمين: الجيش الشمالي للتفرغ لبلاد المغرب و الأندلس، أوكل ابن عمه يوسف بن تاشفين إلى قيادته.

و الجيش الجنوبي تولي أبو بكر قيادته بنفسه، و استطاع إخضاع قبيلة جدالة التي بغت على قبيلة لمتونة، ولما أحكم سيطرته على القبائل المناوئة له وجه أبو بكر جهده إلى إمبراطورية غانا و استطاع نشر الإسلام في قبائلها التي كانت تدين بالوثنية بعد أن فتح عاصمتها، و أرغم ملكها على الدخول في الاسلام و الحكم باسم المرابطيين.

و تجلت وسطية أبو بكر لما عامل أهل غانة بالوسطية و الاعتدال فخيرهم بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية على الرغم من شدة المعارك التي خاضها من أجل فتح بلاد غانة.