أدعية المسلمين في مصر و الشام في العصر المملوكي (648-923 ه-1250-1517 م)‎ : بين ممارسات السياسة و تعقدات المجتمع و معتقدات العوام

Abstract AR

ارتقى الدعاء في مصر في العصر المملوكى لمرتبة الظاهرة، كونه انعكس في النصوص التاريخية التى أرخت لكافة جوانب الحياة في ذلك العصر سواء على المستوى السياسى و الاجتماعى و الثقافي و الدينى، فظهر جليا في كافة جوانب الطقوس و الحياة و المراسم
أما عن الإشكالية الأبرز هى إرتباط الدعاء بما يمكن تسميته بنية الاستبداد في العصر المملوكى، كان بعض السلاطين المماليك يخافون من قوة الدعاء و استجابته بل و عملوا على استجلاب الأدعية الصالحة خوفا من دعاء الفقراء، فضلا عن ذلك فقد كان الدعاء أحدأسلحة العوام الخفية، فهو صرخة العوام المكلومة إلى السماء، صرخة استغاثوا فيها من الضرائب و الظلم و شظف العيش فتذمروا و اشتكوا من صاحب السلطة الدنيا إلى صاحب السلطة العليا من أوجاع معيشتهم، فدعوا على السلطان و كبار رجال السلطة و خصوصا إذا اقتربت هذه الأوجاع من قطع الأرزاق، و ثقل الضرائب و سوء السياسات و هدم المساكن و الدور و الاضطرابات الأمنية،
ولأن الشخصية الشعبية هى شخصية متناقضة بامتياز فكما دعت على السلطان دعت له، وكما دعت على رجال السلطة دعت لهم، هذه البساطة في تحول المشاعر تعود لبساطتهم في الحياة، فما إن تزول أسباب حنقهم تعود مشاعرهم مرة أخرى صالحة لحب السلطان، كما رافق الدعاء أيضا الغلاء، إما برفع هذا الغلاء أو الدعاء على من تسبب فيه، و من الأمور المأساوية أن الغلاء كان يشعر البعض بالعجز فيدعو على نفسه بالموت أو على أولاده حين ييأس و يغلب عليه الأمر من قلة الأموال و كثرة النفقات.

كانت الكوارث الطبيعية إحدى أهم المناسبات التى رافقت الدعاء في مصر و الشام في العصر المملوكى