الثنائيات الضديات في مجموعة "قصائد أولى" لأدونيس

Abstract AR

الثنائية الضدية بنية لغوية تترجم نفسية الشاعر واختلاجاته الداخلية وهذه البنية متقاطعة اللفظ والدلالة.

ويعد توظيف الثنائيات الضدية من القضايا المهمة التي شاعت في الشعر العربي المعاصر حتى أصبح سمة بارزة من سماته.

والثنائية الضدية زوجان متعاكسان ويكون هذان الزوجان ماديين كالطويل والقصير أو معنويين كالفرح والحزن.

عرفت العرب مصطلح "الثنائيات الضدية" منذ القدم بأسماء أخرى مثل: التقابل، والطباق، والتضاد، وعرفوه بأنه تضاد باللفظ وتضاد بالمعنى، كالسواد والبياض والنور والظلام وهذا ينطبق على كل الإحساسات والإدراكات والصور العقلية كالشعور باللذة والألم والتعب والراحة.

إن المتقصي لمسيرة أدونيس الشعرية يرى هناك نسقا فكريا لا ينفك عنه، وبدأ حركته أكاديميا ثم رافقه ثقافيا وإبداعيا ومعرفيا وهو أن في الثقافة العربية بمختلف اتجاهاتها وحقولها ثنائية متنازعة ملتهبة، إنها ثنائية الثابت والمتحول، ومنها تمخضت ثنائيات أخرى مثل: ثنائية الاتباع والإبداع، وثنائية الأصول والتأصيل، وثنائية الإبداع والمحاكاة، وثنائية السلطة والمعارضة، وثنائية القيد والحرية، وثنائية الحداثة والموروث.

تأتي هذه الدراسة، على أساس فكرة أن كل شيء في الوجود يحمل معه نقيضه، لرصد وتحليل بعض الثنائيات الضدية في مجموعة "قصائد أولى" للشاعر السوري على أحمد سعيد (أدونيس) التي تحمل في ذاتها تناقضا صارخا بين موقفين أو حالين أو تصورين يقف كل منهما في مواجهة الآخر موقف الضد من الضد.

والهدف من هذه الدراسة، المعتمدة على المنهج-الوصفي التحليلي-إظهار هذه التضادات في شعر أدونيس ومحاولة الوقوف على تشكلاتها في نصوصه، فشعره زاخر بالثنائيات الضدية، فلابد من دراستها ومعرفة مدى تأثيرها في شعره وكذلك معرفة طبيعة البواعث التي دعته إلى كثرة توثيق علاقته بها واستخدامها بالإضافة إلى الكشف عن سبل توظيف هذه الثنائيات وما يحويه من معان ودلالات باعتباره مظهرا بارزا من مظاهر الشعر الحديث.

وأهم المحاور التي درسناها هي: ثنائية الجمود والحركة، وثنائية الحلم والواقع، وثنائية الضوء والعتمة، وثنائية الحضور والغياب، وثنائية اليأس والأمل.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج؛ أهمها: إن قيمة الثنائيات الضدية عند أدونيس تكمن في السماح بتعدد الدلالات وهو ما يمنح صفة الشعرية؛ فكلما كثر التضاد في النص زادت حدة الشعرية.