أثر الثورات الداخلية في سقوط غرناطة

Abstract AR

جرى تسليم مفاتيح غرناطة، آخر معاقل المسلمين في إسبانيا عام ٨٩٧ه-١٤٩٢ م، بعد حملات صليبية عديدة أدت إلى مغادرة ملكها عبد الله الصغير، تاركا مصير المسلمين بيد الجيوش الكاثوليكية بمساندة البابا.

هؤلاء المسلمين الذين أجبروا على بيع ممتلكاتهم بثمن بخس وجرى نقلهم إلى المغرب، أما بقية المسلمين في غرناطة فعاشوا تحت وطأة القسوة والظلم من قبل الإسبان بقيادة الملكين فريدناند وإيزابيلا، اللذان أصدرا عام ١٥٠١ مرسوما ملكيا يقضي بتنصير المسلمين، فضلا عن القيام بقتل المسلمين وعلماؤهم وحرق كتبهم من خلال حملة لتصفية بقايا المسلمين في إسبانيا.

وسنتناول في هذا البحث مبحثان: المبحث الأول الذي تم تسميته (أصل وتأسيس غرناطة) أما المبحث الثاني فحمل عنوان (ثورات غرناطة (ثورة البيازين، ثورة البشرات، ثورة المرية، الثورة الأندلسية الكبرى)).

يمكننا القول بأن هذه الدولة الصغيرة التي وجدت في فترة من الزمان متطرفة بموقعها جنوب الأندلس كانت تجربة تستحق الكثير من التنويه والتمجيد فبالرغم من كل الصعاب والمآسي التي تعرضت لها والتي أدت في النهاية إلى سقوطها والتنكيل بشعبها ومحاولة تنصيرهم ثم الطرد الإجباري والقسري وما فعلته محاكم التفتيش وما إلى ذلك لأن هذا الدولة سيذكرها التاريخ للأجيال جيل بعد جيل.