مقاربة تحليلية للرأي العام الإلكتروني والرأي التقليدي في اطار نظرية دوامة الصمت

Abstract AR

تسعي الدراسة الي التفسير العلمي لمفهوم وأهمية الرأي العام الالكتروني، والوقوف على أوجه الشبه والخلاف بينه وبين الرأي العام التقليدي بهدف عمل مقاربة تحليلية لما خلصت اليه نظرية دوامة الصمت قبل خمسة عقود بشأن التأثير القوي لوسائل الاعلام في عملية تكوين الرأي العام، لقياس واختبار مدى صلاحية ذلك.

مع التغيرات الاعلامية الهائلة التي احدثتها شبكة الانترنت اليوم في ظل الوسائط الإعلامية الجديدة المتحكمة بصناعة الرأي العام الالكتروني، ويتنامى تأثيرها الاعلامي القوي يوما بعد أخر في قلب دوامة الصمت التي كانت تحاصر الرأي العام التقليدي حسب تفسير النظرية واستندت الدراسة علي ملاحظات استقرائية من واقع الساحة اليمنية وفق النموذج الصمت كسر الصمت" الذي يدمج بين فرضية تأثير كل من وسائل الإعلام التقليدي والجديد علي الجمهور، لوصف قدرة الرأي العام الالكتروني في تحدي دوامة الصمت ووقوعه في فخ التضليل والتزييف.

وانتهت الدراسة الي وجود تشابك وتداخل كبيرين بين الرأي العام الالكتروني والتقليدي" الواقعي"، مع وجود خصوصيات تميز الرأي الالكتروني فيما يتعلق بأثر الوسيط الإعلامي ونوعية الجمهور وقادة الرأي، ولا ينفي ذلك أن الرأي العام هو نفسه من حيث دوافعه وقضاياه في الواقع حسب الدراسة التي فسرت العلاقة بين النوعين وفق ثلاث نماذج مقترحة.

وخلصت الدراسة أنه لا يمكن اعتبار الرأي الالكترونيبديلا للرأي العام التقليدي، بل انه يتكامل معه في استحداث فضاءات اعلامية جديدة، وفرت مناخ مناسب لنقاش تفاعلي حر استطاع كسر حاجز الصمت حيال كثير من القضايا الحساسة التي كانت مغيبة عن الراي التقليدي، مبينة أن الخصائص التفاعلية لمواقع التواصل الاجتماعي تخضع لشروط ومحددات جديدة لا تنسجم وفرضيات نظرية دوامة الصمت، فما كان بالأمس صامتا في ظل الراي التقليدي، أصبح اليوم صوته مرتفعا في ظل الراي العام الإلكتروني، ويعبر عن أفكاره وأراءه بكل حرية وجراءة حول كثير من القضايا دون أن تجد له نظرية دوامة الصمت سبيلا.