قصدية التكرار في العرض المسرحي العراقي المعاصر

Abstract AR

ان لمفهوم التكرار امتداد يتعدى حدود اللغة فقد ارتسم في اللاوعي الانساني عبر ملاحظته المتواصلة لتعاقب الليل والنهار وولادة الحياة من جديد ودوران الافلاك ما جعل الانسان منذ القدم يدرك ان التكرار سنة من سنن الحياة واحد أكبر نواميسه الذي يتجلى في اعادة صنع الحياة وتنظيميها، لا يوجد اتفاق حول تعريف محدد للتكرار، والتكرار ظاهرة فنية عرفها الشعر العربي منذ القدم، استخدمها كبار الشعراء للتعبير عن أفكارهم ورغباتهم.

يحمل التكرار دلالات نفسية وعاطفية مختلفة، تفرضها طبيعة السياق، وهو وسيلة لتكوين الموسيقى الداخلية، ظاهرة التكرار من الظواهر المهمة والمثيرة في شعر العراقي المعاصر.

يضيف التكرار في الشعر جمالا فنيا وثراءا دلاليا وإيقاعا إيقاعيا.

يساهم في خلق جو متناغم يشجع القارئ على الاستمتاع بالنص خالي من التعب والملل والرتابة، والبحث يوضح أهمية التكرار في المسرح العراقي، إذ تسعى الدراسة إلى دراسة التكرار في العروض المسرحية العراقية المعاصرة، وجاءت الدراسة في اربعة فصول، واهتمامات الباحثين والعاملين في شؤون المسرح ومعاهد وأكاديميات الفنون الجميلة، ويسعى البحث من خلال تحليل عروض مسرحية عراقية الى معرفة قصدية التكرار في العرض المسرحي العراقي المعاصر، التكرار سيف ذو حدين اذ يمكن أن يصبح عاملا سلبيا في العرض المسرحي وهناك امكانية واحتمالية كبيرة ان يفقد المتلقي رغبته يحتاج التكرار الى مؤهلات لغوية وبلاغية متميزة اضافة الى اتقان توظيف السينوغرافيا، هناك عناصر في العرض المسرحي اكثر اثارة للفت نظر المتلقي وعلى صانعي العرض المسرحي تحديدها وتوظيفها في التكرار، ان للتكرار حضوره في المسرح بكل اشكاله ومنذ ظهوره كطقس روحي في بلاد ما بين النهرين وبلاد الاغريق ومصر القديمة فكان التكرار اداءة لتلقين المريدين واستنفارا لطاقاتهم الروحية ودعوة للتواصل مع المطلق، يمكن للتكرار ان يتجسد في المسرح ابتدأ من ابسط مفردات العرض المسرحي صعودا الى تكرار فكرة العرض العامة مرورا بتكرارية الحوار والحركات الادائية والمناورة بالإضاءة والموسيقى، كما ويعتمد التكرار في المسرحية على طابعها.

لذا تم صياغة المشكلة بالتساؤل) ما هي قصدية التكرار في العرض المسرحي العراقي المعاصر (؟ اما اهمية البحث والحاجة اليه فيسعى البحث إلى تسليط الضوء على دراسة أهمية التكرار في المسرح العراقي، كما يسعى البحث الى دراسة قصدية التكرار في عروض المسرح العراقي المعاصر، أفاده الباحثين والعاملين في شؤون المسرح ومعاهد وكليات الفنون الجميلة كونها أول دراسة بهذا المجال، ويهدف البحث الحالي إلى تعرف قصدية التكرار في العرض المسرحي العراقي المعاصر) من خلال تحليل عروض مسرحية عراقية مختارة وقد توصل البحث الى إن الأساليب الفنية تتشابه الى درجة ان يشعر الدارسين بوجود تكرار المفردات وجزئيات الفن عموديا في الزمان وافقيا في المكان وكذا وجود استنساخ لتجارب فنية وتماثل في الإرهاصات التي تسبق ذلك الا انها سرعان ما تستهلك وتبتذل وتظهر الحاجة الملحة للتجديد والابتكار ذلك ان الفن في جوهره يسعى الى التحرر وينزع نحو التغيير وعدم الاستنساخ ولان كل عمل فني يجاهد لصناعة تفرده وخصوصيته وبالتالي فهو ينظر الى التكرار بحذر والتطورات التي حدثت في الفن هي نقلات نوعية في مجملها والعمل الفني الناجح لا يقصد التكرار بنية مسبقة بل بعفوية لا تهدف الى استنساخ ما سبق من تجارب لان لكل عمل فني ظروف انتاجه الخاصة والتي لا يمكن ان تتشابه مع غيرها.

كما استنتجنا ان هناك عناصر في العرض المسرحي أكثر اثارة ومدعاة للفت نظر المتلقي وعلى صانعي العرض المسرحي تحديدها وتوظيفها في التكرار.

ومن اهم توصيات البحث يجب أن يستخدم التكرار بنسبة مدروسة بلا افراط يوصل المتلقي الى الملل أو تفريط يضيع فرصة الأحداث تأثير ضروري في نفس المتلقي، كما يحتاج الى مؤهلات لغوية وبلاغية متميزة اضافة الى اتقان توظيف السينوغرافيا.

اما اهم المقترحات فهي اجراء دراسة للتكرار الموسيقي في عروض المسرح الأوروبي الحديث.