الاستخلاف في القرآن الكريم رؤية موضوعية :

Abstract AR

يتكلم البحث عن الاستخلاف في القرآن الكريم دراسة موضوعية، فالاستخلاف يعطي الصورة الدقيقة للهوية الإنسانية، التي تبين حقيقة الوجود الإنساني في الأرض، و قد تم فيه بحث معنى الاستخلاف، و بين البحث أن مبدأ الاستخلاف يوضح أصول السياسة العامة التي يجب أن يسير عليها الإنسان في حياته الفردية، كما ينبغي أن تتحرك بها الدول في خططها التنموية، و ذكر البحث أن المراد بالخليفة هنا إما المعنى المجازي و هو الذي يتولى عملا يريده المستخلف، فالإنسان هو الموجود الوحيد الذي استطاع بما أودعه الله في خلقته أن يتصرف في مخلوقات الأرض بوجوه عظيمة لا تنتهي خلاف غيره من الحيوان، و إما أن يراد من الخليفة معناه الحقيقي أي إنسان يخلف غيره، و يخلفه من جنسه و ذلك إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة أخرى, أو يكون المراد تداول الخلافة و التعاقب عليها بين جنس الآدميين، و تطرق إلى مدى جواز إطلاق مصطلح (خليفة الله) على الإنسان، ثم ذكر أهداف الخلافة الإنسانية، و لخصها في أمرين : القيام بأمره من خلال عبادته المحضة، و القيام بأمره من خلال عمارة الأرض، و فصل الواجب الإنساني لتحقيق هدفي الاستخلاف من خلال سياسة الدين و الدنيا بالحق (العدل و القسط)، و ذكر العلاقة بين هدفي الاستخلاف و الحكم بين الناس بالحق، و بين إعمار الإنسان المستخلف للأرض يقوم غلى ركيزتين : العدل الذاتي و السياسي العام، و الإحسان للنفس و للناس، و أكد على أن الله هيأ للإنسان جميع ما يلزمه للقيام بواجبات الخلافة سواء كانت التهيئة ذاتية, أو بيئية التي تقتضي النماء و التصرف و الإعمار، و بين أن ذلك يقتضي الفرح بالدنيا و إعمارها ضمن حدود طاعة الله تعالى، و عرّف بتفاوت درجات الاستخلاف بين بني آدم، كما جلّى الصورة الكونية و مقامات الاستخلاف، و أنها مقامات أربعة أساسية : مقام الملكات الوهبية و القدرات الكسبية، و مقام الأفعال و التصرفات الإنسانية و ما يترتب عليها من مسؤولية، و مقام الحكم و الملك الإنساني على أفراد بني الإنسان، و مقام المال و الموارد الاقتصادية، و أشار إلى التناسق العجيب و الترتيب بين هذه المقامات في القرآن الكريم، ثم عرج على أهم معالم مبدأ الاستخلاف : و منها أن الاستخلاف تشريف وتكليف، و منها : إمداد الإنسان المستخلف بالخصائص الضرورية الأصلية، و التبعية، و ما يترتب على هذه الخصائص كإمكانية الخطأ و الصواب من الإنسان المستخلف، و ذكر أن معالم الاستخلاف : العلم فهو دليل التأهيل للاستخلاف، و وضح أركان الاستخلاف، و أنها خمسة أركان، الله الحالق، والمخلوقات الأخرى المناظرة للبشرية، و آدم ـــ عليه السلام ــــ و البشرية من بعده، و الأرض، و العلاقة بين هذه الأركان الأربعة، و ختم ببيان قانون المسؤولية الاستخلافية، و نوع العمل المطلوب من الإنسان المستخلف، و كيفية استمرار خلافة الإنسان في الأرض.