المسائل الخلافية بين المدرستين الكوفية و البصرية و دورها في إثراء الفكر اللغوي و النحوي

Abstract AR

يتناول هذا البحث دراسة أثر المسائل الخلافية بين المدرستين البصرية و الكوفية في إثراء الفكر اللغوي و النحوي و ما أحدثته هذه الخلافات بين المدرستين من ثورة في إثراء الفكر اللغوي بشكل عام والنحوي بشكل خاص قديما و حديثا، و ما ترتب على هذه الثورة من عصف ذهني لعقلية هذه الأمة، و ما أنتجته هذه الثورة من أفكار و آراء و مقترحات بعد مخاض عسير بين مؤيد معه دليله و معارض معه يقدم حجته و برهانه، إن هذا المخاض الموصوف بالعسر سابقا دفع بالعقل العربي إلى الاستقراء و البحث في اللغة و النحو فكانت النتيجة مادة خصبة و غنية في جوانب اللغة كلها ؛ فالأمثلة كثيرة و الشواهد متعددة، و العقل العربي يوازن بين هذه الأمثلة و تلك الشواهد، و يحلل، و يفسر، و يقيم، و يختار.

قامت المناظرات، و نطقت المجالس، و تحركت عقلية الأمة في المجامع اللغوية و مجالس الدرس اللغوي، و أنشئت مذاهب نحوية أخرى مبنية على الرأي و الدليل، و سعى القائمون و المخلصون من أبناء هذه الأمة لإيجاد رؤية جديدة ميسرة لإصلاح النحو العربي و تيسيره، قدموا حلولا و وضعوا مقترحات، و لم يلزموا أحدا بأخذ هذه و ترك تلك.

وخلاصة القول : إن دراسة هذه المسائل الخلافية في النحو العربي قد أحدثت ثورة في الفكر العربي ما تزال مفتوحة بانفتاح هذا الفكر و حية بحياة هذه الأمة و بكتابها الخالد.

و هذا البحث يتطرق لهذه القضايا كلها و غيرها من القضايا اللغوية و النحوية التي أثريت بسبب ما أحدثته الخلافات النحوية من تحريك لعقلية هذه الأمة.