Sudan media operational philosophy : a paradigm of incompatibility between western theory and eastern practice

Abstract AR

إن تشكيل لجنة هانشنس عام 1947 لدراسة النظام الإعلامي الأمريكي الحر، و اقتراحات بعض الباحثين لإنشاء نظم بديلة للنظم المعيارية التقليدية، مثل النظام الإعلامي التنموي و النظام الإعلامي الديمقراطي، و كذلك انتهاء صلاحية النظام الإعلامي الاشتراكي بتفكك الكيان السوفيتي يوم 26 من ديسمبر عام 1991، كل هذه الإحداث دلالة واضحة على عدم كفاءة النظريات الإعلامية المعيارية لتغطية العمل الإعلامي في كل ربوع العالم.

هذا البحث عبارة عن محاولة توضيح نقاط الضعف في هذه النظم المعيارية، مما جعلها غير صالحة للتطبيق في كثير من بقاع العالم.

ليس هذا فحسب، فالبحث يحاول بطريقة تطبيقية دراسة واقع العمل الصحفي السوداني من خلال هذه النظم المعيارية.

و قد توصل هذا البحث إلى انه لا يوجد انسجام بين هذه النظم المعيارية و بين واقع العمل الصحفي السوداني و هذا يرجع إلى أصول النظم السياسية و الاجتماعية التي كانت وراء إيجاد تلك النظم المعيارية و التي لم تكن نفسها الموجودة في السودان.

و إذ يناقش هذا البحث موضوع الانسجام بين النظم الاجتماعية و واقع العمل الصحفي، فإنه يولي أهمية كبيرة للأسس التي ينبني عليها النظام الاجتماعي و السياسي للمجتمع السوداني و الذي يجب أن تتولد منه فلسفة العمل الصحفي السوداني.

هنا، فقد حاول الباحث تفسير كثير من الظواهر الموجودة في واقع الإعلام السوداني و التي تتناقض مع النظم المعيارية الأربعة-من خلال الإسلام باعتباره أهم عامل في تكوين فلسفة الحياة بصفة عامة في المجتمع السوداني.

و بطبيعة الحال، فقد جر هذا الاستنتاج الباحث إلى أن يجزم بأن نظام العمل الإعلامي السوداني الحالي بصفة عامة هو ما يمكن أن يطلق عليه اسم الإعلام الإسلامي حيث يرى أن ما يجب أن يقوم به الإعلام من واجبات في السودان تختلف تماما عنها لدى الغرب.

و قد حاول الباحث في الصفحات الأولى من البحث التعريف بالنظم الاجتماعية نشئ من التفصيل ثم سرد.

الملابسات التاريخية و الاجتماعية و السياسية التي أدت إلى نشأة كل من النظم الأربعة على انفراد.

عمد الباحث إلى سرد الحقائق التاريخية المتعلقة بالصحافة السودانية من 1989 إلى اليوم بالمقارنة إلى حالة الإعلام أيام نميري.

أما بالنسبة لفلسفة الإعلام في السودان الحديث، فقد ناقش الباحث فيها علاقة الإعلام السوداني بالحكومة السودانية و الشعب السوداني في شكل دائري يصعب وجوده مع أي من النظم المعيارية الأربعة.

و أخير، فإن الباحث يوصى باستمرار مراعاة الأسس الثقافية السودانية في العمل الإعلامي السوداني، ذلك لأنها فقط هي التي تضمن أن يكون الإعلام ملبيا لاحتياجات المجتمع السوداني.