العلاقات الأمريكية الإيرانية : الوجه الآخر

Abstract AR

يشعر المراقب للحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران بأن حربا شاملة توشك أن تندلع بين الدولتين، و لكنة يلبث أن يدرك أن وراء الأكمة تاريخا طويلا من التفاهمات و التعاون، بل و التحالف أحيانا بينهما، و كل منهما ينطلق بناء على مصالحة الاستراتيجية.

و منذ ربع قرن و العلاقات الإيرانية الأمريكية تشهد تحالفات و تعاونا، خاصة بعد أن لعبت أمريكا الدور الأكبر في نجاح ثورة الخميني، و ما كان يتصور نجا الثورة بمنأى عن الدعم لأمريكي.

و تعد فضيحة-إيران جيت- أكبر برهان على حقيقة الدعم العسكري الأمريكي-الإسرائيلي لإيران، فلا عما نشرته وسائل الإعلام العالمية من إسقاط وسائل الدفاع السوفيتية لطائرة أرجنتينية ؛ كانت تنتقل بين إيران و ((إسرائيل)) محملة بأنواع السلاح.

و تكشف قضية الملف النووي الإيراني، طبيعة العلاقات الأمريكية الإيرانية، فأمريكا قد غضت الطرف عن الأنشطة الإيرانية النووية طيلة عقد من الزمن، ثم بدأت المخاوف الأمريكية على مصالحها الاستراتيجية في منطقة الخليج الغنية بمصادر الطاقة ؛ فضلا عما يمثله النشاط النووي الإيراني من خطر على أمن ((إسرائيل))، و مع هذا فالخيار العسكري لا يمثل الحل الأمثل لأمريكا أمام طموحات إيران النووية ؛ و ذلك خشية تكرار التجربة العراقية، و اتساع رقعة و عدد المنشآت النووية الإيرانية.

كما لا يخفى حقيقة الدور الإيراني في مساعدة أمريكا على احتلال العراق، فقد كان لإيران-حسب تصريحات مسئوليها من خلال عملائها من الرافضة دور بارز في إغراء حكومة بوش باحتلال العراق ؛ حتى تصبح البوابة العربية الشرقية مشرعة أمام إيران.

و أخيرا لو تملكت إيران قنبلة نووية فما هويتها؟ هل هي ((قنبلة نووية إسلامية لردع العدو الصهيوني و الأمريكي))، أم ((فارسية مجوسية)) ؛ تهدد بها من يقف أمام المد الرافضي في المنطقة؟! كل ما يحدث في العراق من إبادة لأهل السنة، و ما حدث منذ قيام الثورة من ظلم لأهل السنة في إيران، و غيرها هو ما يؤكد أنه لخدمة الأغراض الرافضة التوسعية في المنطقة بالدرجة الأولى.

و قد يكون أهل السنة في العراق و الخليج و ما حوله هم أول المهددين به.