الصورة النفسية الإيحائية في فن الزخرفة العربية و الإسلامية

Abstract AR

احتلت الأشكال الزخرفية المستوحاة من عالم النبات مكان الصدارة في الأعمال الفنية الإسلامية، حيث لم يقتصر الفنان المسلم على مجرد النقل من الطبيعة و حسب، بل قام بتحرير الكثير من الأشكال النباتية عن أصولها الحقيقية، رغبة منه في عدم مضاهاة ما خلق الله عز وجل، هذا بالإضافة إلى أنه لا يمكننا أن نغفل عن قسم أخر في فن الزخرفة الإسلامية يشمل الجانب الهندسي فنتج عن ذلك ظهور تشكيلات زخرفية بديعة، بلغت حدا من الدقة و التناسق و الإتقان بهر الألباب.

و فن العمارة الإسلامية بصفة عامة هو فن جمالي مرتبط في الوظائف التي تؤديها الأعمال الفنية في حياة الإنسان، و هو مرتبط أيضا بالخدمات التي تنفذها تلك الأعمال الفنية، و لها متطلبات يجب أن تتوفر، مثل قبلة يتجه إليها المصلون، و مضيئات ليتوضأ المصلين فيها، ثم وجهات شامخة عظيمة قدت من الحجارة و يزيد من جمالها الشرفات التي توجت بها أحيانا، و مدخل مهيب يعلوه عقد من حجارة مصفوفة و متداخلة في شكل زخرفي، و باب خشبي ضخم مكسو بالصفائح المعدنية المنقوشة بطريقة الحفر أو التفريغ، و قد غطي أسفلها بقطع من الرخام الملون في أشكال هندسية جميلة، أما أعلاها فنجد أفاريز من الخشب أو الحجر نقشت عليها آيات قرآنية بالخط الكوفي و خط النسخ.

و بإعادة قراءة وتحليل مضامين زخرفية نلاحظ أن هناك تأثير واضح للشكل على الحالة النفسية للإنسان شمل عدة نقاط كان أولها المعاني الإيحائية لعناصر التشكيل و ثانيها هو إيحاءات الأشكال الهندسية بالنسبة للإنسان و مدى علاقة ذلك بحالة الإنسان و طباعه المزاجية، و التي تبعث في النفس الراحة و الهدوء و الانشراح.

و سمي هذا الفن الزخرفي الإسلامي في أوروبا باسم "أرابسك" بالفرنسية و بالإسبانية "أتوريك" أي التوريق.

و يهدف هذا البحث إلى المساهمة في تبيان مدى ارتباط النمط الزخرفي بقسميه النباتي و الهندسي بمضامين الراحة النفسية للفرد، و ذلك بإلقاء الضوء على دور الفن الزخرفي كأحد الأدوات الفاعلة لإيجاد بيئات عمرانية متميزة.