المسلمون و استثمار الإنترنت

Abstract AR

منذ مطلع عام 2004م دخلت الإنترنت مرحلة جديدة عرفت أكاديميا بالحالة ما بعد التفاعلية للإنترنت، أو الإنترنت ما بعد التفاعلية، التي أمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة منتجين للمحتوى الإعلامي، و أن يتحكموا كذلك فيمن يطالع هذا المحتوى، بدءا من التعامل الخاص جدا، و حتى التداول المفتوح ؛ فيما عرفت باسم التشييك Networking.

و على الرغم من أن التطور النوعي في الحضور العالمي على الإنترنت كوسيلة نشر و تشييك، و رغم أن الإنترنت يشهد في هذا المجال طفرة على الصعيد العالمي، إلا أن مشاركة العالم الإسلامي في الإنترنت الجديدة واهية.

فمقارنة بعشرات المواقع العالمية للفيديو و الصور و المدونات و التشييك، نجد أن عدد المواقع الإسلامية التي تقدم إمكانيات النشر الإعلامي لمستخدمي الإنترنت لا يتجاوز 3 مواقع، فيما لا تزال المواقع ما بعد التفاعلية العربية و الإسلامية بالغة الضالة، كما أن خبرات العرب و المسلمين و استثماراتهم في الوجود المتخيل نادرة.

و مع أننا نعيش عصر الطوفان المعلوماتي، لكن الناظر إلى خريطة الحضور الإسلامي أونلاين يجد قدرا من التحير في الوصول لمعلومة دقيقة، سواء أنظرنا لهذه المواقع من زاوية الإسلام كدين، أو من زاوية المواقع كتعبير عن حضور العالم العربي الإسلامي أونلاين، حيث لا توجد منظمة، أو موقع، أو أية جهة تقوم بعمل حصر و توثيق للمواقع الإسلامية، و منح معلومات بشأنها لأدلة المواقع ذائعة الصيت.

و للحضور العربي أونلاين خصائص و سمات لعل أبرزها أنه إعلام و خدمات أحادية الاتجاه، و يتسم بمحدودية الاتجاه التفاعلي، بجانب ضعف التقنية المستخدمة لبناء المواقع، كما لا تدعم المواقع العربية خصائص التشييك و تبادل الآراء، إضافة إلى افتقارها لخاصية التكامل التقني مع المواقع التي تقدم خدمات كبرى.

إن الوضع الحالي للحضور العربي الإسلامي على الإنترنت يؤكد ضرورة و ضع رؤية لترشيد الاستثمار في شبكة الإنترنت الجديدة، و الاستفادة من إمكانياتها المذهلة و ما توفره القيم ما بعد التفاعلية من آليات، و الآفاق التي يمكن أن يتم استثمار الوجود الإسلامي بها أونلاين على نحو أفضل، و يمثل إضافة نوعية للنهضة بالعالم الإسلامي على صعيد الموارد البشرية، بقدر ما العربي الإسلامي على الإنترنت يؤكد ضرورة و ضع رؤية لترشيد الاستثمار في شبكة الإنترنت الجديدة، و الاستفادة من إمكانياتها المذهلة و ما توفره القيم ما بعد التفاعلية من آليات، و الآفاق التي يمكن أن يتم استثمار الوجود الإسلامي بها أونلاين على نحو أفضل، و يمثل إضافة نوعية للنهضة بالعالم الإسلامي على صعيد الموارد البشرية، بقدر ما ن ذلك سيكون مؤشرا افتراضيا لنهضته العامة.