Effect of weight quality on bone mass in postmenopausal females

Abstract AR

الأصل في اللغة : ضعف الشيء أي وهن، قال تعالى "رب إني وهن العظم مني و اشتعل الرأس شيبا" أي ضعف العظم فعلى ذلك و من باب إرجاع الشيء إلى أصله كان لزاما إطلاق كلمة "وهن العظم" على ضعف العظام و ليس هشاشة العظام كما هو الدارج.

يعد مرض وهن العظام من الأمراض التي زاد الاهتمام بها في السنوات الأخيرة و انعكس ذلك عليه من حيث زيادة عدد الأبحاث المتعلقة به من حيث دراسة أسباب حدوثه و تشخيصه و كيفية الوقاية منه و علاجه.

و يرجع ذلك الاهتمام بوهن العظام إلى زيادة معدلات الإصابة به في الوقت الحالي عن السنوات السابقة و يرجع ذلك لسببين : أولهما : زيادة معدل عمر الإنسان عن السابق نظرا للتطور الطبي و العلمي و ذلك مما انعكس سلبا على قوة و كثافة العظام حيث تقل كثافة العظام مع تقدم السن و بالتالي تزداد نسبة التعرض لوهن العظام.

السبب الثاني : و هو اكتشاف وسائل التشخيص الحديثة و الدقيقة حيث أصبح قياس كثافة العظام من السهولة و اليسر بحيث أن لا يستغرق سوى دقائق معدودة و ذلك بالإضافة إلى دقة القياس و الأمان التام بالنسبة للمريض فبالتالي زادت نسبة التشخيص.

تعد العلاقة بين وزن الجسم و كثافة العظام من العلاقات التي أخذت قدرا كبيرا من الاهتمام و البحث حيث أن الزيادة في وزن الجسم تصاحبها زيادة في كثافة العظام و ذلك مما يقلل نسبة حدوث مرض وهن العظام.

و قد أرجع تفسير هذه العلاقة إلى عدة نظريات تعتبر أهمها نظرية عالم التشريح الألماني وولف الذي فسر تلك العلاقة على أساس ميكانيكي حيث أن الخلايا العظمية تستجيب لمؤثرات قوى الأعمال الخارجية بزيادة معدل بناء العظام و بالتالي زيادة كثافة العظام.

و مع تطور الأبحاث في دراسة هذه العلاقة ظهرت الحاجة لدراسة مدى ارتباط كثافة العظام بمكونات الجسم و ذلك لتحديد أي من هذه المكونات هو صاحب التأثير الأكبر على الكثافة العظمية و على ذلك يكون محط الاهتمام الأكبر في عملية العلاج و الوقاية من وهن العظام.

و في هذا الاتجاه ظهرت بعض النتائج التي تؤكد العلاقة بين كثافة العظام و كتلة الدهون و الكتلة الخالية من الدهون و التي تشمل العضلات حيث أثبتت الأبحاث العلاقة الإيجابية بين كل منهما و كثافة العظام و ذلك مع الخلاف في أولوية تلك العلاقة حيث اسند البعض الأولوية للكتلة الخالية من الدهون في حين أسند آخرون الأولوية لكتلة الدهون.

و قد أجري هذا البحث لبيان مدى صحة العلاقة بين الوزن و كثافة العظام و بيان تأثير كل من كتلة الدهون و الكتلة الخالية من الدهون كل على حدة ثم تحديد الأولوية في قوة هذه العلاقة : هل للدهون أم للكتلة الخالية من الدهون : و قد أجري هذا البحث على 100 من السيدات الأصحاء اللاتي يقعن في سن ما بعد انقطاع الطمث و قد تم تقسيمهن إلى أربع مجموعات : على حسب السمنة و عدد السنوات بعد انقطاع الطمث : المجموعة الأولى : 25 سيدة يعانون من السمنة و قد مضى عليهن 5 سنوات على أقل من انقطاع الطمث.

المجموعة الثانية : 25 سيدة لا يعانون من السمنة و قد مضى عليهن 10 سنوات على الأقل منذ انقطاع الطمث.

المجموعة الثالثة : ٢٥ سيدة يعانون من السمنة و قد مضى عليهن ٥ سنوات على الأقل منذ انقطاع الطمث.

المجموعة الرابعة : 25 سيدة يعانون من السمنة و قد مضى عليهن 10 سنوات على الأقل منذ انقطاع الطمث.

و قد أجريت الفحوصات التالية لكل السيدات : ١- فحص طبى إكلينيكي شامل و ذلك لاستبعاد أي مرض قد يؤثر على كثافة العظام.

٢- فحص معملي : و ذلك للتأكد من انتظام وظائف أجهزة الجسم للحيوية و التأكد من خلو جميع الحالات من الأمراض المؤثرة على العظام.

٣- قياس نسبة كثافة العظام : و ذلك عن طريق جهاز UBIS5000 الذي يعمل بالموجات فوق الصوتية.

٤- قياس و تحليل تركيب الجسم : و ذلك عن طريق جهاز تحليل تركيب الجسم رباعي الأقطاب.

هذا و قد أظهرت النتائج الآتي : • وجود علاقة عكسية بين عدد سنوات العمر و كثافة العظام و ذلك مما يعنى أن زيادة عدد سنوات العمر يصاحبه نقص في كثافة العظام.

• وجود علاقة عكسية بين عدد السنوات بعد انقطاع الطمث و كثافة العظام حيث أنه بزيادة عدد السنوات بعد انقطاع الطمث تقل كثافة العظام.

• وجود علاقة إيجابية بين كل من وزن الجسم و كتلة الدهون و الكتلة الخالية من الدهور و كتلة المياه في الجسم و كثافة العظام مما يعني أن الزيادة في تلك الكتل يكون مصحوبا بزيادة في كثافة العظام.

• تأثير الكتلة الخالية من الدهون على كثافة العظام أعلى من تأثير كتلة الدهون و ذلك مما يجعل للكتلة الخالية من الدهون و التي تشمل العضلات التأثير الأكبر على العظام.

و بالتالي طبقا لتلك النتائج فقد وجدت هذه الدراسة أن كثافة العظام تتأثر بالوزن الكلي للجسم كما تتأثر بكل الكتل الوزنية التي يشملها من دهون و ماء و عضلات تأثرا إيجابيا مما يثبت العلاقة الميكانيكية بين تلك الأوزان و كثافة العظام مع التركيز على أن الأولوية في تلك العلاقة هي للكتلة الخالية من الدهون و التي تشمل العضلات و الذي يمكن تفسيره بزيادة وزن الكتلة الخالية من الدهون عن غيرها من الكتل الأخرى مما يجعل تأثيرها الميكانيكي على العظام أعلى من تأثير غيرها من الكتل هذا بالإضافة إلى اشتمال الكتلة الخالية من الدهون على كتلة العضلات و التي تحدد المجهود العضلي و الذي يؤثر في كثافة العظام بعلاقة إيجابية مما يعطي كتلة العضلات بعدا آخر في التأثير على الكثافة العظمية غير الوزن.

و قد خلصت هذه الدراسة بأن الكتلة الخالية من الدهون هي المؤثر الأكثر فاعلية في زيادة كثافة العظام عن كتلة الدهون.