تَنويرُ الذَّاتِ بالمنتَخبَاتِ من مَسائِل النحوِ في سُورةِ المرسَلاتِ

Abstract AR

إن استنباط المعاني و الدلالات من خلال تحليل التراكيب النحوية للنصوص, و ببيان وظيفة المفردة, من حيث معناها في السياق, و ارتباط المعنى المعجمي بالدلالة السياقية للمفردة, و تحليل الارتباط الثاني, من حيث الدلالة السياقية مع الصفة الإعرابية لتلك المفردة, هو سمة من سمات الدراسة النحوية الحديثة, المبنية على علاقة التركيب أو النظم بالمعنى, و علاقة المعنى بالتركيب, و بحثنا لا يخلو من مثل هكذا دراسة, فالقرآن الكريم كله معان و دلالات, عجز الباحثون عن تحليل نصوصه, بوصفه منهلا عذبا يرتوي منه البلاغيون و النحويون.

كانت سورة المرسلات هدفا لبحثنا, و قد حرصنا فيه المحافظة على المنهج المتوازن في توجيه الدلالة المعنوية للآيات الكريمة في السورة من خلال الاستنتاج و التحليل, و توجيه المفردة للوجهة الإعرابية الحسنة, بما يتناسب و معنى الآية الكريمة, و قد درس البحث بعضا من المسائل النحوية, و توجيه بعض القراءات, و بيان موافقتها للمعنى, و التركيب الصحيح, من خلال الأدلة و بالرجوع إلى المظان الأصلية لكتب التفسير و النحو, و قد تضمن البحث مقدمة, تحدثنا فيها عن أهمية الدراسة النحوية, و اللغوية للقران الكريم الكتاب المعجز الخالد, و من ثم ذكرنا أهمية اختيار الباحث لموضوع البحث, و ما أن انتهينا من المقدمة حتى افتتحنا البحث بتوطئة, أشرنا فيها إلى سبب تسمية السورة, و ترتيبها بين السور, و الفضائل الكريمة للسورة من خلال الأحاديث الواردة في هذا الشأن, بعد هذه التوطئة الوجيزة, كان تناولنا للمسائل النحوية الواردة في السورة, و عرض الخلافات, و الأدلة النحوية و توجيه ذلك الوجهة المناسبة لمقتضى الآيات الكريمات في السورة, على وفق تحليل علمي مدعم بالأدلة و البراهين, و اختتم الباحث بحثه بمجموعة من النتائج من خلال العرض و الاستنباط, و هي من أمور البحث العلمي, كي يضعها الباحث منطلقا لبحوث قد تكون أكثر شمولا من بحثنا هذا, و كان من أبرز استنتاجات البحث هي : • خلال البحث نجد أن من المفسرين من لحن قراءات بعض القراء, مع أن القواعد النحوية تبيحها.

• اقتباس المفسرين بعضهم عن بعض عدد من الأحكام النحوية للسورة و لا نجد خلافا بينهم في ذلك.

• استنباط معاني سور القران العظيم بتحليل التركيب النحوي و اللغوي لنظمه.

• التوافق في معاني بعض مفردات القران الكريم بين المفسرين و اللغويين من أصحاب المعجمان يسهم في إيجاد المعنى الذي يلائم دلالة سياق الآيات الكريمة.

والله ولي التوفيق و السداد.