Novel method for degradation of some narcotics and assessment of their toxic effects

Abstract AR

بدأ مع ظهور الحضارة الإنسانية انتشار المخدرات و تعددت مصادرها، ثم انتشرت انتشارا واسعا، بحيث لا تخلو أي بلد منها، مما أصبح خطرها يهدد حضارات الأمم.

و لذا فرضت الدول باختلاف جنسياتها قوانين تجرم و تحد من نشاط تجارة المخدرات، مع اتخاذ جميع السبل الممكنة لضبط المواد المخدرة و التخلص منها.

و قد أدى ذلك إلى ظهور مشكلات التخلص الآمن من مثل هذه المواد، حيث أن الطرق الشائعة للتخلص منها انحصرت في حرقها إما في الهواء الطلق أو بترميدها، مما يؤثر سلبيا و طبيا على القائمين بالعملية نفسها، أو من يتعرض لدخان الحريق في البيئة المحيطة.

و قد دعا ذلك لجنة خبراء العقاقير المخدرة المنبثقة من الصحة العالمية بالأمم المتحدة إلى إصدار توصيات باستخدام طرق بديلة آمنة و رخيصة مثل الطرق البيولوجية أو الكيميائية أو كليهما للتخلص من هذه المواد.

و هدفت هذه الرسالة إلى استكشاف طرق آمنة لتحطيم المواد المخدرة مثل الطرق البيولوجية أو الطرق الكيميائية، بديلة لطريقة الحرق المستخدمة حاليا في دول العالم و في مصر، مع التأكد من أن هذه الطرق لا ينتج عنها مواد لها أي أضرار بيولوجية على الكائنات الحية.

و في حالة استخدام الطرق البيولوجية، تم عزل سلالات بكتيرية من مادة حشيش متعفنة على بيئة نمو بكتيري.

و اختبرت قدرة هذه السلالات على تحطيم المادة الفعالة المستخلصة من الحشيش و المضافة إلى بيئة نمو بكتيري بسيطة خالية من مصدر كربوني غير المادة الفعالة للحشيش.

و لكن هذا الاختبار أعطى نتيجة سلبية مع جميع السلالات المعزولة.

و قد أدى ذلك إلى الاتجاه إلى استعمال الطرق الكيميائية لتحطيم مثل هذه المواد المخدرة.

و في حالة استخدام الطرق الكيميائية، بنى الاتجاه إلى تحطيم المادة الفعالة في المواد المخدرة (سواء أكان حشيشا أم هيروينا) على إجراء عملية أكسدة لمجموعات الهيدروكسيل في كلتا المادتين، مما ينتج عنه مواد غير فعالة أو إجراء تحليل مائي لمادة الهيروين لينتج منها مواد مفيدة طبيا.

و بناء على هذا الاتجاه تم استخدام حامض النتريك المخفف و مركب من ييكرومات البوتاسيوم و حامض الكبريتيك المركز (مركب النيكلوكس) ليقوم أي منهما بعملية الأكسدة م مقارنتهما أيضا ببعض الأحماض و القلويات الأخرى مثل حامض الكبريتيك المخفف و حامض الهيدروكلوربك و هيدروكسيد الصوديوم.

و قد نتج عن هذه المحاولات نتائج إيجابية مع مركب النيكلوكس بخلطة مع المادة المخدرة أو حامض النتريك المخفف بتركيز 5 % و ذلك بغليه مع المادة المخدرة لمدة خمس دقائق.

و قد استخدمت طريقة الفرد الكروماتوجرافي على طبقة رقيقة من السليكا جل (CLT) للكشف إما عن المواد المخدرة أو عن ناتج المعاملات الكيميائية السابق ذكرها.

و قد أظهرت نتائج تلك المعاملات الكيميائية اختفاء جميع مركبات الحشيش و الهيروين و المورفين بالمقارنة بالمركبات القياسية لكل منهم.

كما أظهر الكشف عن تلك المواد المتحولة باستخدام طريقة التحليل الغازي الكروماتوجرافي (CG) مركبات مغايرة عن المركبات القياسية للحشيش و الهيروين و المورفين.

و من هذه النتائج استخلصنا أن استعمال حامض النتريك المخفف بنسبة 5 % هو الأفضل من الناحية الاقتصادية في تحطيم المواد المخدرة رغما عن أن استخدام مركب النيكلوكس أعطى أيضا نتيجة إيجابية مقارنة لفعل حامض النتريك، إلا أن استخدامه يعد مكلفا اقتصاديا بمقارنته بتكلفة استخدام حامض النتريك المخفف.

و قد اختبر تأثير المركبات الناتجة من تكسير المواد المخدرة المشار إليها على حيوانات التجارب (ذكور فئران التجارب)، و قد تم حقنها عن طريق الفم إما بجرعة وحيدة ليوم واحد أو بجرعات متكررة على أربعة أيام، و ذلك للتأكد من الآثار الطبية لهذه المركبات على الكائنات الحية.

و عموما أظهرت نتائج تلك التجارب عدم تأثر إنزيمات ميكروزومات الكبد و خاصة إنزيمات الأريل هيدروكربون، و الدايميثيل نيتروزأمين –ن– ديميثيلاز، و الجلوتاثيون، و الجلوتاثيون –س– ترانسفيريز.

و هذا يدل على أن المركبات المختبرة ليس لها تأثير سام على خلايا الكبد.

و من جهة أخرى، أدت المركبات المشار إليها إلى زيادة مستوى السيتوكروم P450 في حالة الجرعات المتكررة، و زيادة مستوى الجلوتاثيون في حالة الجرعة الوحيدة، و لكنها خفضت مستوى السيتوكروم b-5 سواء في حالة الجرعة الوحيدة أو الجرعات المتكررة، و هذا يعد نوعا من الأنظمة الخلوية الدفاعية التي تمنع عملية التسمم بكثير من المركبات السامة.

و مع ذلك لوحظ زيادة طفيفة في مستوى الدايميثيل نيتروزأمين -ن- ديميثيلاز و حامض الثيوبربيتوريك في حالة الجرعات المتكررة.

و أظهرت النتائج المختلفة لهذه التقديرات أن المركبات الناتجة من تكسير المواد المخدرة نظيرة الدراسة لم يكن لها أي تأثير معنوي على خلايا الكبد أو على الإنزيمات المختبرة في هذه الدراسة.