The Supernatural in Shakespeare’s Macbeth

Abstract AR

ما نعنيه بقوى ما وراء الطبيعة و بحسب قاموس أوكسفورد فهي تشمل جميع الظواهر الطبيعية التي لا يمكن تفسيرها وفقا لقوانين العلم أو القوانين الفيزيائية.

إن الاعتقاد بوجود قوى ما وراء الطبيعة مثل : الأشباح و الساحرات و الجنيات و إلخ...

هو اعتقاد عالمي موجود في جميع العصور و الأزمنة.

لذلك كان هذا الاعتقاد موجود أيضا في العصر الذي عاش فيه الكاتب المسرحي وليم شكسبير.

كل طبقات الشعب بضمنها الملك تؤمن بهذا الاعتقاد و ليس فقط المواطن العادي بل حتى أن المثقفين و المتعلمين كانوا يؤمنون بهذه القوى و بوجودها.

أن شعبية مسرحية اكتشاف السحر لفراجلند سكوت و مسرحية علم الشياطين لكنك جيمس و مسرحية الساحرة لمديلتون و كذلك عادة إحراق النساء اللواتي يشتبه بهن كساحرات تعد أدلة دامغة على إيمان العصر و المجتمع الإليزابيثي باستخدام القوى الخارقة للطبيعة كقوة الشياطين و الأشباح و السحرة و الساحرات و إلخ.

و لأنه كاتب مشهور، كان على وليم شكسبير أن يتلائم مع الذوق العام حتى لو لم يكن يؤمن هو بنفسه بهذا الاعتقاد.

في مسرحياته المختلفة، استخدم وليم شكسبير كل أنواع قوى ما وراء الطبيعة مثل : القوى اللامرئية و الأشباح و الجنيات و الساحرات لكي تظهر في أكثر من مسرحية.

و على أية حال، فإن استخدامه لمثل هذه القوى في مسرحياته أضاف لها الأثر و الأهمية الأخلاقية العميقة و ذلك لأنها كانت تنسجم بتناغم مع شخصية البطل في تلك المسرحية.

و لأنه يكتب للمسرح، لم يتردد وليم شكسبير للحظة لاستخدام أي شيء لجعل مسرحياته تحتل الصدارة في شباك التذاكر لدور العرض المسرحي.

لقد استخدم الكاتب المسرحي وليم شكسبير هذه القوى الخارقة للطبيعة لكي ترتبط ارتباطا وثيقا مع أبطال مسرحيته و تتفاعل مع الأحداث في هذه المسرحية أو تلك.

فمثلا في مسرحية هاملت، استخدم شكسبير قوى الشبح (الملك المقتول) لإعطاء بطل المسرحية هاملت معلومات مهمة عن طريقة موته.

و كمثال آخر، استخدام شكسبير قوى في مسرحيته المشهورة حلم ليلة في منتصف الصيف لكن بطريقة كوميدية.

أحد النقاد كلارك يصف استخدام شكسبير لهذه القوى الخارقة للطبيعة بالخطوة الذكية و ذلك لجذب أكبر عدد من المشاهدين.

في دراستنا هذه، سنتناول فكرة استخدام وليم شكسبير لقوى ما وراء الطبيعة في مسرحيته التراجيدية ماكبيث.

في هذه المسرحية يكون استخدام قوى ما وراء الطبيعة على شكل نوعين : الأول : ظهور الساحرات و الثاني : ظهور شبح بانكو.

في بحثنا هذا سنأخذ هذين النوعين و نشرحهم بالتفصيل لكي نحدد طبيعة و فائدة استخدامهم في أحداث هذه المسرحية.

و من البداية علينا أن نعلم ما هي ميزات أو صفات استخدام قوى ما وراء الطبيعة في مسرحيات وليم شكسبير : أولا : إن استخدام مثل هكذا قوى يرتبط دائما مع الشخصية و يساهم بالتأكيد في الحدث.

ثانيا : يؤثر استخدام هذه القوى الخارقة للطبيعة على مجريات الأحداث و لا ينفصل عنها.

ثالثا : أنه يؤكد و يعطي شكل مؤكد للحركة الداخلية الموجودة في داخل أحداث المسرحية و التي يكون تأثيرها إيحائي.

و بذلك يمكن أن نستخدم كلمات الناقد المسرحي بيلي عندما قال : إن تراجيدية ماكبيث لوليم شكسبير هي أعظم جريمة حدثت في أكثر الظروف الخارقة للطبيعة غموضا.

و بالتالي سنلاحظ أن برغم تقدم العلم و التعلم في الفترة التي عاش فيها وليم شكسبير لكن غالبية الشعب لا يزال يقبع و يؤمن بالجهل و السحر و كل أنواع الخرافات و التعويذات.

لذلك كان على وليم شكسبير أن يتلائم مع عصره و ذلك ليجعل من مسرحياته ناجحة و كذلك لكي تشاهد من قبل أكثر عدد من المشاهدين.