العلاقات السياسية بين مملكة أرمينية الصغرى و الكيانات الإسلامية المجاورة

Abstract AR

تتناول هذه الدرسة العلاقات السياسية بين مملكة آرمينية الصغرى و القوى الإسلامية المجاورة, و فيها أشرنا إلى الظروف السياسية التي كانت في آرمينيا الكبرى في النصف الثاني من القرن الخامس للهجرة/ الحادي عشر الميلادي, و التي كانت وراء هجرة أعداد كبيرة من الآرمن من موطنهم الأصلي إلى قيليقيا في الجنوب الشرقي من آسيا الصغرى, التي أسسو فيها إمارتهم التي أطلق عليها اسم (مملكة آرمينية الصغرى), والتي ارتبطت بحكم موقعها الجغرافي الموصل بين بلاد الشام والجزيرة, وبقية أنحاء آسيا الصغرى بعلاقات سياسسة مع القوى الإسلامية المجاورة كالسلاجقة والدانشمنديين والأراطقة والزنكين, و كان للأطراف الأخرى المجاورة كالبيزنطيين و الصليبيين دورا في تحديد هذه العلاقة التي كانت غالبا عدائية إذ ما استثنينا فترات أضطر فيها بعض أمراء الآرمن على التحالف مع بعض القوى الإسلامية لمواجهة الأطماع الشخصية لبعض الأمراء الصليبيين من أجل الإستحواذ على قيليقيا أو لتمكينهم من خصومهم من أبناء جلدتهم للوصول إلى سدة الحكم.

يعود تكويت مملكة أرمينية الصغرى إلى التطورات السياسية التي شهدنها أرمينياالكبرى- الموطن الأصلي للآرمن- في النصف الثاني من القرن الخامس للهجرة/الحادي عشر الميلادي, التي انقسمت فيها مملكتهم إلى ست ممالك عاش أمراؤها في صراع و تنافس فيما بينهم من أجل التوسع كل على حساب الأخرى, مما جعل البلاد تعيش حالة من الفوضى و الإضطراب و هذا ما شجع القوى الخارجية و خاصة البيزنطيين الذين أرادو السيطرة على هذه الممالك لتأمين حدود بلادهم من خطر الأتراك السلاجقة, و بدأ ذلك في زمن الإمبراطور البيزنطي نقفور فوقاس الثاني سنة (356ه / 965م) و واصل خليفته الإمبراطور باسيل الثاني, و من جاء بعده سياسة الضم جزءا بعد جزء على الرغم من غارات السلاجقة المتكررة.