المدرسة و التربية على قيم التسامح

Abstract AR

إذا كانت المرجعية الدينية قد كانت من أوائل من اهتم بموضوع القيم وفق منهج أو منطق النقل، فإن الفكر الفلسفي، كان بدوره من أوائل من اهتم بنفس الموضوع، لكن وفق منهج أو منطق العقل.

و إزاء هذا التوازن في الرؤى، حاول الفلاسفة المسلمون ردم الشرخ القائم داخله، عند عملوا على التوحيد، أو الجمع بين النقل و العقل و كيفما كان الحال، فالقيم باعتبارها تسكن المجال الوجداني أكثر من غيره من المجلات الأخرى، فهي بذلك تتغلب في معظم الأحوال على كلا قيم المرجعيتين النقلية و العقلية ؛ حيث شاهدنا أكثر من مرة تقاتل دول إسلامية، ليس بسب العقيدة أو القيم الإسلامية، و إنما بسبب أمور أخرى مادية أو معنوية، أو سياسوية، مبتعدة كل البعد عن القيم الجوهرية التي تقوم عليها عقيدتهم الإسلامية ؛ التي تعمل على تطبيق مبادئ حقوق الانسان على أبناء جلدتها و تجهز عليها في الوقت نفسه، عندما يكون الأمر مرتبطا بغيرهم من الشعوب العالثالثوية.

إنها مأساة القيم الإنسانية في هذا العصر ؟و المقال الذي فيه الباحث جملة من القيم الإنسانية، الأستاذ محمد بهاوي، مع تركيزه في هذا البحث على قيم التسامح، يبرز مدى الفائدة الكبرى التي يمكن أن توفر للإنسان كرامته داخل هذا العصر الحديث، الذي هيمنت عليه النزعة الفردية والتركز حول الذات بشكل لم يسبق له مثيل.