سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه الوطن العربي (1990-2003 م)‎

Dissertant

السلامي، مسعود المهدي

Thesis advisor

عبده مختار موسى

University

Omdurman Islamic University

Faculty

Faculty of Economics and Political Sciences

Department

Department of Political Science

University Country

Sudan

Degree

Ph.D.

Degree Date

2009

Arabic Abstract

يمثل الوطن العربي منطقة جغرافية كبرى تقع في قلب العالم، و منطقة استراتيجية مهمة تربط العالم بشبكة من المبادلات و التفاعلات الاقتصادية و الثقافية و التجارية و الحضارية، و منذ الحربين العالميتين الأولى و الثانية و ما نتج عنهما من تداعيات متعددة الأبعاد على هذه المنطقة، و منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ككل، و صولا إلى مرحلة الحرب الباردة، ظل الوطن العربي أكثر المناطق حيوية و أهمية في العالم، و أولها استهدافا من القوى الكبرى على المصالح الحيوية فيها.

و خلال مرحلة الحرب الباردة حاول كل من المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، و المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق، التفرد بالهيمنة على المنطقة سياسياً و اقتصاديا و ثقافيا، على حساب المعسكر الآخر، حتى انتهى التنافس بينهما في أوائل التسعينيات من القرن الماضي إلى تفكك الاتحاد السوفياتي و انهيار الكتلة الاشتراكية كلها، و في المقابل، خرجت الولايات المتحدة القوة الوحيدة المنتصرة، و بتالي فهي تحاول فرض هيمنتها على العالم.

في ظل هذه التحولات، سعت دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة إلى التحرك و إعادة ترتيب أولويات سياستها الإقليمية و الدولية، و أولها تجاه الوطن العربي الذي شكل امتدادا سياسيا و اقتصاديا و حضاريا لها، فقد انطلقت عملية الحوار العربي-الأوروبي الذي هدف إلى تأمين المصالح الاقتصادية الأوروبية في الوطن العربي، و تجاوز آثار الحظر النفطي العربي على أوروبا.

لقد وضعت دول الاتحاد الأوروبي تصورا جديدا لعلاقاتها السياسية و الاقتصادية و الأمنية مع الوطن العربي، تمثل في مشروع الشراكة الأوروبية-المتوسطية الذي ارتكز على مبدأ المشاركة الاقتصادية بين دول الاتحاد الأوروبي و الدول المتوسطية و منها الدول العربية المتوسطية.

و الذي ميز سياسة الدول الأوروبية في هذا المشروع، أنها هدفت إلى المشاركة القائمة على الاعتماد المتبادل، و ليس على التبعية كما كان من قبل، هذا بالإضافة إلى أنها شملت ثلاثة أبعاد هي : الأبعاد الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية التي تكاملت فيما بينها. تعمل دول الاتحاد الأوروبي على حماية مصالحها الاستراتيجية في الوطن العربي، و المحافظة على الأمن و الاستقرار في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، التي تشكل امتدادا جغرافيا لحدودها المتوسطية.

و من هنا فقد كان موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي في صدارة اهتمامات الدول الأوروبية ؛ لأنه لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في الوطن العربي وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة ، دون إيجاد حل عادل لمشكلة الصراع العربي-الإسرائيلي ؛ لهذا تبنت دول الاتحاد الأوروبي سياسة موحدة، تقوم على لعب دور الوسيط بين كلا الطرفين، مستندة في ذلك إلى القرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع . لقد تعززت تأثيرات سياسية الاتحاد الأوروبي في عملية السلام بفعل ما تم تحقيقه في مؤتمر برشلونة، الذي دعم هذه العملية عبر المحافظة على جانب من التواصل السياسي بين العرب و إسرائيل. إن المرحلة القادمة قد تشهد تحولا في موازين القوى الدولية، تفضي إلى بروز الاتحاد الأوروبي كقوة دولية جديدة فاعلة على الصعيدين الإقليمي و الدولي، فدول الاتحاد الأوروبي دخلت القرن الحادي و العشرين وهي موحدة ، و قد قامت عملية الوحدة الأوروبية على نهج متماسك و تدريجي ؛ لتكون عملية تطورية مستمرة لا تتوقف عند حدود معينة.

إن نجاح دول الاتحاد الأوروبي في تجربة التكامل الاقتصادي و السياسي و ضم باقي دول القارة الأوروبية إلى الاتحاد، قد يؤدي إلى تعزيز الوضع الإستراتيجي الدولي للاتحاد الأوروبي، بحيث يسبغ عليه دور الريادة في القرن الحادي و العشرين و في المقابل تواجه الولايات المتحدة العديد من التحديات على المستويين الداخلي و الدولي، قد يقود إلى انهيار نفوذها في الوطن العربي و منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة.

Main Subjects

Political Sciences

Topics

• International relations
• Foreign policy
• Arab world
• European Union countries

No. of Pages

245

Table of Contents

• APA
• MLA
• AMA

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-355113