آراء المفسرين في آيات العقائد في سورتي البقرة و آل عمران : دراسة تحليلية مقارنة

Dissertant

الأمين، آمال السيد محمد

Thesis advisor

الشكري، عبد الله إبراهيم
دياب، سر الختم سعيد محمد

University

Omdurman Islamic University

Faculty

Faculty of Theology

Department

Department of Interpretation and the Quran Science

University Country

Sudan

Degree

Ph.D.

Degree Date

2008

Arabic Abstract

(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ) أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن نبينا محمدا عبده و رسوله و صفيه من خلقه و خليله، فقام لدين الله ناصحا و لمعالم الشرك فاضحا و لعبادة الأصنام قامعا و لملة الإسلام شارعا فصلوات الله و سلامه عليه و على آله الذين اختارهم الله و طهرهم و أصحابه الذين اجتباهم و آثرهم و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد : فان أعظم العلوم مقدارا، و أرفعها شرفا و منارا، و أعلاها على الإطلاق، و أولاها تفضيلا بالاستحقاق، و أساس قواعد الشرائع و العلوم، و مقياس ضوابط المنطوق و المفهوم، و أعز ما يرغب فيه، و يعرج عليه، و أهم ما تناخ المطايا لديه هو علم التفسير لكتاب العلي القدير، لكونه أوثق العلوم تبيانا، و أصدقها نبلا، و أحسنها بيانا، و أكرمها نتاجا و ألمعها سراجا، و أفصحها حجة و دليلا، و أوضحها محجة و سبيلا.

و شرف العلوم بشرف المعلوم، و المعلوم هنا هو كتاب الله تعالى الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) أنزله الله على قلب رسوله الكريم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان)، و ضمن الله لمن آمن به و عمل بما جاء فيه السعادة في الدارين.

و من ثم كان علم كتاب الله تعالى و العمل به هو أولى ما يتنافس فيه المتنافسون و أحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون و أنه لجدير بكل باحث و دارس في حقل التفسير أن يتتبع مراحله و أطواره و يمعن النظر في مدارسه و اتجاهاته، و يجيل الفكر منابعه و موارده، فدراسة مناهج التفسير تعين على فهم كلام ربنا اللطيف الخبير و تقدم لنا مفاتيح التعامل مع التفاسير و المعايير التي بها نقيمها و نصنفها.

و لقد توافرت الأمة على كتاب الله ربها تلاوة و تدبرا و حفظا و عملا و دراسة و استنباطا حتى كثرت المؤلفات في هذا الميدان، و تنوعت الآراء و تشعبت الطرق و تباينت الاتجاهات فنجد التفسير بالمأثور الذي يغلب جانب الرواية، كما نجد التفسير بالرأي الذي يغلب عليه جانب الدراية، فمن العلماء من ركز على الجانب اللغوي و منهم من عني بالتفسير البياني و منهم من أولى اهتمامه بالجانب الفقهي و هناك من عني بالقضايا العقيدية و الكلامية إلى غير ذلك من الاتجاهات القديمة و الحديثة التي تتناسب مع ثقافة كل مفسر أو تتواكب مع طبيعة العصر و متطلباته.

من هنا كانت الحاجة ماسة إلى دراسة هذا العلم و الله نسال أن ينفع بهذا العلم المتواضع إخواننا و أخواتنا من طلاب العلم الشرعي و أن يرزقنا القبول و الإخلاص، و أن يجعلنا من أهل القرآن و يكرمنا بكرامة القرآن ويجعله لنا حجة و شفيعا و يرزقنا تلاوته و فهمه ويوفقنا إلى العمل أن كلمة التفسير و ردت بعدة معاني تناولتها العلماء في مصنفاتهم ، فهي تأتي التفسير في اللغة مبالغة من الفسر و هو الكشف و البيان يقال فسر–يفسر تفسيرا.

فسر الشيء وضحه.

و آيات القرآن الكريم يشرحها و وضوح ما تنطوي عليه من معان و أسرار و كما عرف الزركشى في البرهان : التفسير علم يعرف به فهم لكتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و بيان معانيه .

و هذه التعاريف تتفق كلها على أن علم التفسير علم يبحث عن مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية، فهو شامل لكل ما يتوقف عليه فهم المعنى و بيان المراد.

أن التفسير مر بعدة مراحل أولها التفسير في عهد النبي صلي الله عليه و سلم، فلقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي على قلب النبي العربي الأمين أفصح العرب لسانا و أصدقهم بيانا، و تعهد الله تعالى بحفظ كتابه و تثبيته على قلب نبيه صلى الله عليه و سلم كما تكفل ببيانه، فكانت السنة النبوية التوقيفية بيانا و تفصيلا للقرآن قال تعالى (و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون) و هكذا يسر الله عز و جل تلاوة كتابه و حفظه كما يسر تدبره و فهمه قال تعالى (و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر).

و لقد كانت حياته صلي الله عليه و سلم تفسيرا عمليا و ترجمة واقعيه للقرآن الكريم فلقد كان صلي الله عليه و سلم يتعايش معه في جميع أحواله ولقد أقبل الصحابة الكرام رضي الله عنهم و هم أهل لغة و فصاحة على كتاب الله تعالى تلاوة و حفظا و مدارسه و تدبرا و عملا.

و قد بين النبي صلى الله عليه و سلم للصحابة ما أشكل عليهم و إخبارهم عما خفي عنهم.

و كان تفسير الصحابة رضي الله عنهم مقتصرا على توضيح غريب المفردات و المشكل من المعاني أو بيان أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و العام و الخاص و المطلق و المقيد و غير ذلك من المسائل المهمة.

يعتمدون على العبارات الموجزة التي تدل على المعنى، دون الاستطراد إلى ما لا صله له بالتفسير.

كما كان تفسيرهم منقولا بالرواية شأنه شأن الحديث، فلم يدون التفسير في عصرهم و كان اختلاف الصحابة في التفسير اختلافا محدودا و يرجع في غالبه إلى اختلاف التنوع لا التضاد، حيث لم يظهر هذا النوع المذموم–التضاد-إلا بعد ظهور الفرق و المذاهب التي نكبت عن طريق أهل السنة و الجماعة كالخوارج و الرافضة و المرجئة و المعتزلة قال الأمام ابن تيمية" و لهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا و هو و إن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة فهو قليل بالنسبة إلى ما بعدهم و كلما كان العصر أشرف كان الاجتماع و الائتلاف و العلم و البيان فيه أكثر .

كان للتابعين رضي الله عنهم دور بارز في التفسير إذا لم يجدوا التفسير في القرآن و لا في السنة و لا وجدوه عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير اعتمدوا في تفسيرهم على أقوال الصحابة، أما إذا اجتمعوا على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك، و الحق أن لتفسيرهم أهمية كبيرة و قيمة عظيمة و هو في بعض الحالات حجة يجب الأخذ به.

أن التفسير بالمأثور يشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان و التفصيل لبعض آياته، و ما نقل عن الرسول صلى الله عليه و سلم، و ما نقل عن الصحابة رضوان الله عليهم، و ما نقل عن التابعين، من كل ما هو بيان و توضح لمراد الله تعالى من نصوص كتابه الكريم، و قد أدرج في التفسير المأثور ما روى عن التابعين و إن كان فيه خلاف : هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرأي لأننا وجدنا كتب التفسير المأثور، كتفسير ابن جرير و غيره، لم تقتصر على ما ذكر ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم و ما روى عن أصحابه، بل ضمت إلى ذلك ما نقل عن التابعين في التفسير.

أم عن قيمة التفسير بالمأثور فقد توصلت الباحثة إلى أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي، له حكم المرفوع، فكأنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب ما اشتملت عليه كتب التفسير مما صح إسناده إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و أقوال الصحابة و التابعين، نجد كثيرا من الموضوعات و الإسرائيليات التي تطرقت إلى كتب التفسير مما حمل بعض أعداء الإسلام إلى التشكيك في كتب التفسير متجاهلين ما ورد فيها من الصحيح المقبول، و مستندين إلى أقوال فيها نظر تدل على ندرة المنقول إلينا نقلا صحيحا و هي أقوال و إن نسبت إلى بعض العلماء إلا أنها مبنية على استقراءات غير تامة و إحصائيات غير دقيقة.

و تطرق تلك الإسرائيليات إلى كتب التفسير لا تقلل من قيمه هذه الكتب لأن كثيرا من المفسرين قد انتقدوا تلك الإسرائيليات و بينوا بطلانها و صار هناك علم مستقل يسمي علم الدخيل في التفسير الغرض منه تنقيه كتب التفسير من كل دخيل لا أهل له.

أم عن التفسير بالرأي فإنه يأتي بمعني الاعتقاد و الرأي بمعني القياس، و الرأي التفكير في مبادئ الأمور، و النظر في عواقبها هو تفسير القرآن الكريم بالاجتهاد بعد الرجوع إلى التفسير بالمأثور و مع الالتزام بقواعد التفسير و شروطه و آدابه، و الدراية الكافية بكل ما يحتاجه المفسر من علوم و أدوات.

فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام لما ورد في ذلك عن ابن عباس قال : "قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار و قد ذهب بعض العلماء إلى منع التفسير بالرأي و استندوا إلى بعض الأدلة و أجازه البعض ،لهم أدلتهم فيما استندوا إليه.

و أما عن الشروط التي يجب أن تتوفر في المفسر منها : صحة الاعتقاد و هي من الأمور الأساسية التي لا بد منها للمفسر سلامة الاعتقاد و أن يكون على بصيرة من أمره، فقد ينقل بحسن نية من تفاسير الفرق الضالة فيقع فيما وقعوا فيه من أخطاء كذلك لا بد للمفسر من إخلاص النية لله عز و جل فبإخلاص النية و صحة المعتقد و سلامة الوسيلة يكتب لعلمه القبول عند الله و عند الناس، و تقوى الله عز وجل فالتقوى تسهل طريق العلم و تفتح أبواب العلم ،و يشترط أيضا الدراية الكافية بالعلوم الشرعية كالفقه و أصوله، و الحديث و علومه، و غير ذلك من العلوم التي لا بد للمفسر من معرفتها معرفة أصول التفسير و قواعده كقواعد الترجيح عند التعارض أو الجمع بين الأقوال أذا أمكن ذلك، و مراعاة السياق و الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

و أن الأصل هو الأخذ بظاهر النص و حمل اللفظ على أشهر معانيه و غير ذلك.

كما ينبغي عليه معرفة سائر علوم القرآن الكريم كما يجب على المفسر أن يتجنبها في تفسيره أمورا منها : التعصب لرأي فاسد من آراء الفرق الضالة كالمعتزلة و المرجئة و الرافضة و غيرهم و محاولة حمل الآية عليه، و القطع بأن مراد الله كذا و كذا بدون دليل كما يجب عدم الخوض فيما لا مجال فيه للرأي و الخوض فيما استأثر الله بعلمه.

أن كلمة (العقيدة) في اللغة مأخوذة من العقد، و هو نقيض الحل، و هو يدل على الشدة و الوثوق، و العقيدة الإسلامية و أنها هي مجموعة الأمور الدينية التي و تطمئن إليها نفسه و تكون يقينا عنده لا يمازجه شك و لا يخالطه ريب فإن كان فيها ريب أو شك كانت ظنا لا عقيدة.

أما عن مصادر العقيدة فهي توقيفية ؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، و لا مسرح فيها للرأي و الاجتهاد، و من ثم فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب و السنة، لأنه لا أحد أعلم بالله و ما يجب له و ما ينزه عنه من الله، و لا أحد بعد الله أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لهذا كان منهج السلف الصالح و من تبعهم في تلقي العقيدة مقصورا على الكتاب و السنة.

و من مميزات العقيدة الاعتماد على الكتاب و السنة و إجماع السلف و أقوالهم دون الأخذ من أحد سواهم، و هذه الخاصية تتفرد بها العقيدة الإسلامية فغيرها يعتمد على العقل و النظر وكذا الحدس و الإلهام و كل عقيدة تعتمد على هذه الأمور فهي ضلال و بدعة، هذه العقيدة تقوم على التسليم المطلق لله تعالى و لرسوله صلى الله عليه و سلم لأنها غيب و الغيب يقوم على التسليم و التصديق.

و للعقيدة أثار في سلوك الفرد و المجتمع حيث يمتاز رجل العقيدة عن غيره بمحافظته على جميع ما أمر به الله و اجتنابه جميع ما نهي عنه الله، و إذا خالف لله أمرا أو نهيا فسرعان ما يؤنبه ضميره و يرجع إلى ربه تائبا مستغفرا، فالعقيدة تهب صاحبها عزة النفس لما يشعر به من معية الله تعالى لقوله سبحانه و تعالى (و اعلموا أن الله مع المتقين من كانت هذه عقيدته فلن يستكين و لن يستعبد لغير الله تعالى.

و هذه الأنفة من الخضوع و العبودية لغير الله تعالى يصاحبها التواضع و الرحمة بعبادة و بكافة أفراد المجتمع.

من أصول عقيدة السلف الصالح أنهم يبغضون أهل الأهواء و البدع ؛ الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، و لا يحبونهم، و لا يصحبونهم، و لا يسمعون كلامهم، و لا يجالسونهم، و لا يجادلونهم في الدين، و لا يناظرونهم، و يرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم، و بيان حالهم و شرهم، و تحذير الأمة منهم، و تنفير الناس عنهم.

أن الآيات القرآنية الكونية من حيث بساطتها و وضوحها، و أن النظر فيها يؤدي لمعرفة الله و وحدانيته و كان ذلك من خلال الآيات الواردة في سورتي البقرة وآل عمران.

تحدثت فيه الباحثة عن استعمال القرآن للأدلة الكونية في دعوته للتوحيد و إبطاله للشرك و أن النظر في الكون و آياته المبثوثة يؤيد عقيدة التوحيد.

ثانيها : بينت الباحثة فيه ضرب القرآن للأمثال في تثبيته لعقيدة التوحيد و في القرآن أمثال كثيرة إلا أن منها ما اختص للدعوة إلى التوحيد و إبطال الشرك.

و ثالثها : تحدثت فيه الباحثة عن استعمال القرآن للقصص في بيان مصارع الأمم المشركة المنحرفة عن التوحيد و نصر الله تعالى لأتباعه المؤمنين الموحدين إفرادا و جماعات و أنبياء و غير أنبياء.

و رابعها : بنيت الباحثة فيه تذكير القرآن بنعم الله التي لا تحصى على هذا الإنسان و من ثم دعوته لتوحيد الله و عبادته شكرا له على هذه النعم و أن من الظلم عبادة غير المنعم من الإلهة و الأوثان المصنوعة.

• خامسها : تحدثت فيه الباحثة عن الأدلة العقلية التي جاءت مقررة للتوحيد مبطلة للشرك

Main Subjects

Religion

Topics

No. of Pages

377

Table of Contents

فهرس المحتويات / الموضوعات.

الملخص / المستخلص.

المقدمة.

الباب الأول : التفسير من الرواية إلى التدوين.

الباب الثاني : التفسير بالمأثور.

الباب الثالث : التفسير بالرأي.

الباب الرابع : العقيدة و مكانتها.

الباب الخامس : المنهج القرآني في تقرير عقيدة التوحيد.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

American Psychological Association (APA)

الأمين، آمال السيد محمد. (2008). آراء المفسرين في آيات العقائد في سورتي البقرة و آل عمران : دراسة تحليلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-361078

Modern Language Association (MLA)

الأمين، آمال السيد محمد. آراء المفسرين في آيات العقائد في سورتي البقرة و آل عمران : دراسة تحليلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية. (2008).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-361078

American Medical Association (AMA)

الأمين، آمال السيد محمد. (2008). آراء المفسرين في آيات العقائد في سورتي البقرة و آل عمران : دراسة تحليلية مقارنة. (أطروحة دكتوراه). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-361078

Language

Arabic

Data Type

Arab Theses

Record ID

BIM-361078