مفهوم الترشيد : أسباب فشله و عوامل نجاحه

Abstract AR

دعت الجهات المعنية عن المياه في المملكة إلى الترشيد في استعمال المياه فأعدت من البرامج و الندوات، و تجنيد الوسائل الإعلامية المختلفة و حثت الصحفيين و المختصين على الكتابة في الصحف و المجلات المحلية و طلبت من أئمة المساجد حث المواطنين و المقيمين في خطب الجمع على الترشيد في استعمال المياه.

و رغم تلك الجهود المكثفة إلا أن تلك البرامج و الحملات الإرشادية لم تحقق الهدف المنشود حتى الآن-و ذلك حسبما تظهر الصحف و المجلات المحلية.

و لتقصي الأسباب التي أدت إلى عدم فعالية هذه الجهود، فقد استخدم الباحث المنهجين الاستقرائي و التحليلي فقام بحساب متوسط كميات المياه المتاحة للفرد في منزله في بعض مدن المملكة، و درس أنظمة الاستعمال القائمة في تلك المنازل بأدواتها و أجهزتها.

ثم قاس كميات المياه التي تستخدمها فوجدها تفوق بكثير كميات المياه المتاحة للفرد.

و هنا ظهر السبب في عدم فعالية برامج الترشيد، حيث إنه لا يمكن طلب الترشيد في الاستعمال إذا كان المتاح أقل من قدر الاحتياج.

عندها استعرض الباحث مراحل أعذاب المياه و نقلها و توزيعها على المنشآت المختلفة إلى أن تصل إلى أجهزة و أدوات الاستعمال لتحديد المناطق و الأجهزة التي يهدر فيها الماء أو يستخدم بكميات كبيرة، كما درس أنماط استعمال المياه القديمة و الحديثة و رصد الفرق بينهما في الكم فوجدها عالية جدا.

و على أثر ذلك اقترحت الدراسة حلين : مؤقت و دائم، حيث يتم التعامل مع المؤقت من زاوية تعديل و تحسين و تطويع النظم المائية القائمة بأجهزتها و أدواتها و خطوطها و خزاناتها.

و ذلك لتقليل الفاقد و استخدام أقل ما يمكن استخدامه.

بينما يهدف الحل الدائم إلى تبني نظم مائية جديدة - دراسة و تصميما و تنفيذا و تشغيلا و صيانة- تأخذ في الاعتبار فلسفة إدارة الطلب على المياه و التحكم فيها لتقليل الاحتياج ما أمكن على أن يعمل هذا الحل في نفس الوقت على زيادة الموارد المائية، بل والبحث عن موارد مائية جديدة حتى يقارب المتاح الاحتياج ما أمكن .