التصحر النفسي لدى الشبابا العراقي من وجهة نظر آبائهم الساكنين في دور لرعاية المسنين

Abstract AR

إن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشباب غالبا ما تؤدي الى أزمات نفسية قد ترقي أحيانا إلى مستوى الاضطرابات الحادة التي تتطلب مواجهة متفهمة و معالجة جادة، قد يشعر الشاب معها بالغربة و الضياع داخل ذاته و داخل مجتمعه الذي يعيش فيه، و قد تصبح تلك الاضطرابات النفسية سببا أساسيا لانحراف السلوك و التمرد و الثورة على القيم السائدة (العظماوي ،1988، ص434).

و الشباب العراقي كغيره من الشباب في المنطقة تعرض إلى أنواع متعددة من الضغوط النفسية بسبب الظروف التي مر بها و المتمثلة بالحروب و الحصار و التهجير و غيرها، مما كان له الأثر الواضح في حدوث أنواع من الاضطرابات النفسية في مختلف شرائحه ( وصال ،1998،ص3 ).

و قد برزت أنماط من المشكلات الاجتماعية نتيجة الظروف الحياتية الصعبة و التي أثرت بشكل كبير على القيم و المعايير السائدة في المجتمع العراقي، إذ تزايدت شكاوى جهات متعددة كالأسرة و المدرسة و الجامعة و غيرها من المؤسسات الأخرى في الدولة من تخلي شرائح الشباب و المراهقين عن روح التعاون و الشعور بالمسؤولية و عدم الاحترام و ازدياد الروح العدوانية و النزوع الى تخريب الممتلكات و الغش و استخدام الألفاظ النابية و ظهور أنماط من السلوك اللاجتماعي (الحلفي، 2010، 176 ) و الانصراف الى اللهو و الصخب و قلة الاهتمام بالعلم و عدم احترام مشاعر الآخرين و السلوك الجاف عاطفيا و الاندفاع وراء نزواتهم الخاصة ( العبيدي ، 1995، ص50 ).

و قد ظهرت في المجتمع العراقي في الأوان الأخيرة أساليب بشعة من الجرائم و المتمثلة بالتفجير و الذبح على الهوية او الطائفة او المعتقد تشير فيما تشير اليه الى دناءة مرتكبيها و الى نوع الاضطراب الذي يعاني منه و الى نمط الشخصية الدال عليها فهو أسلوب يخلو من الرحمة والعطف والمشاعر الإنسانية.

و تعد ظاهر التصحر النفسي (Desertificationpsychological) من المشكلات التي يعاني منها المجتمع فهي تبدأ في الأسرة و تترك أثارها على المجتمع بشكل عام و قد تجلت هذه المشكلة في ارتكاب الجرائم بأشكالها المتنوعة و كذلك تجلت في رفض الشباب لآبائهم و أمهاتهم لا سيما في مرحلة الشيخوخة التي يكون فيها الآباء بأشد الحاجة الى الرعاية من قبل الأبناء، فأن لم يجدوها اضطروا الى ترك البيت و اللجوء الى البحث عن أماكن أكثر أمنا نفسيا و اجتماعيا و غالبا ما يلجئون الى دور الدولة لرعاية المسنين.( ميلمان، شيفر، 1989، ص402 ).

و بناء على ما تم ذكره فأن أهمية البحث الحالي تتضح من خلال تحقيق الاهداف الاتية : 1-بناء مقياس التصحر النفسي لدى الشباب العراقي.

2-قياس التصحر النفسي لدى الشباب العراقي.

3-التعرف على الفروق بين الجنسين ( الذكور-الإناث ) في التصحر النفسي.

و فيما يتعلق بالجانب العملي للبحث فقد تحدد مجتمع البحث بالمسنين المتواجدين في دور الدولة لرعاية المسنين البالغ عددهم ( 275 ) مسن منهم ( 112 ) ذكور و ( 163 ) إناث اختير تمنهم عينه بلغ عددها ( 60 ) مسن بواقع ( 30 ) ذكور و ( 30 ) إناث تم اختيارها بالطريقة العمدية، و استخدم المنهج الوصف في الدراسة.

و قد قام الباحث ببناء مقياس يقيس التصحر النفسي لدى الشباب العراقي لغرض تحقيق أهداف البحث و التي اشتملت على ما يأتي : و توصل الدراسة الى الاستنتاجات الآتية : 1-يعاني الشباب العراقي من التصحر النفسي.

2-توجد فروق بين الذكور و الإناث في التصحر النفسي و لصالح الذكور.

و بناء على ما توصلت اليه الدراسة الحالية من نتائج تقدم الباحث بعدد من التوصيات و المقترحات التي تتناسب مع طبيعة تلك النتائج.