دور ميناء الفاو الكبير في الأمن المحلي و الإقليمي

Abstract AR

على الرغم من أهمية جملة العوامل و الخصائص التي تملكها الدولة ما في مكانتها و تأثيرها في محيطها الإقليمي و الدولي، تبقى الجغرافية التحدي الأكبر الذي لا يمكن تجاوزه في حالتي القوة و الضعف فقد و فزت العزلة و طوق المحيطات للولايات المتحدة الأمريكية حصانة امام الكثير من التحديات الحربية لكن العزلة و محدودية المنافذ اتبعت الكثير من المنافذ من الدول وجعلتها ترضخ لتنازلات و تبتزها دول اصغر حجماً منها فالعراق مثلا يملك موقع استراتيجيا بالنسبة الى القارات الثلاث الإ ان هذا الموقع المهم منقوص التأثير بسبب اللسان البحري الضيق و المحدود فلا يملك ساحلا بحريا يتناسب و حجمه و موقعه و حاجاته الاقتصادية و بما أن النفط هو السلعة الاساس التي يعتمد عليها الاقتصاد العراقي و النفط يعتمد بشكل كبير في تصديره على المنافذ البحرية لذا اصبح البحث عن خيارات جديدة لتوسيع منطقة حراكة ونشاطه البحري ضرورة ملحة ان ميناء الفاو الكبير مشروع واحد وضرورة استراتيجية تتعدى في اثرها الاقتصادي والأمني حدود العراق فالمفروض بحسب ما يوصف به هذا الميناء انه سوف يكون أداة رابط خط البضائع و السلع و النقل البحري بين الشرق و الغرب و ذلك من خلال تحويل العراق الى قناة جافة يتصل طرفها العلوي بموانيء البحر المتوسط عبر تركيا و سوريا و طرفها السفلي يتصل بالخليج و المحيط الهندي و هي آلية تسهم في خفض الأسعار الى مناسيب كبيرة جدا و تعجل في حركة البضائع و توفر أمانا كبيرا للحركة البحرية إن هذا المنفذ سيقدم دعامة جيبولوتكية تضيف توازنا مؤثرا في صراع القوة المحتدم في منطقة الخليج ويوسع الخيارات لأطراف عدة مما يقلل فرص لابتزاز و الضغط و يحقق مصلحة تجعل الغرب و الشرق مهتما برعايتها و توفير الأمن لانسيابها.