عولمة التجريم و العقاب لجرائم خطف الطائرات

Abstract AR

تعتبر جرائم خطف الطائرات هي أحد الأسباب البارزة التي لفتت نظر المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب على شكل جماعي منذ نصف قرن من الزمان.

وقد استفادت و ما تزال عصابات الإجرام من معطيات العولمة التقنية و سهولة التـنقل بين الدول و أصبحت هذه الجريمة متعددة الأشكال و متعدية الحدود، كما أن انتشارها له تأثيراته المختلفة على جميع مناحي الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية و السياسية في كافة المجتمعات.

وقد لقى هذا الموضوع عناية كبيرة من جانب المجتمع الدولي و منظمة الطيران المدني فأسفر ذلك عن إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية التي تهدف إلى توجيه المشرع الوطني إلى تجريم كافة السلوكيات التي من شأنها المساس بأمن و سلامة الطيران المدني و اتخاذ الكثير من التدابير الوقائية.

و لهذا برزت فكرة عالمية، العقاب، التي تعتبر الجريمة اعتداء على الإنسانية جمعاء و أن واجب العقاب هو واجب عالمي تقوم به الدولة التي وقع المجرم في قبضتها، خاصة بعد أن ثبت عجز الدولة بمفردها للتصدي لمثل هذه الجرائم الخطيرة، كما ثبت أيضا عجز كافة النصوص التقليدية في مواجهة حوادث اختطاف الطائرات بطريقة كافية و فعالة.

و أمام تلك التحديات يبدو أن الأمر أصبح أكثر إلحاحا بضرورة إرساء نظام جنائي يتماشى مع ما أحرزته العولمة، بحيث يكون قادرا على مواجهة التحديات الإجرامية الراهنة في مجال خطف الطائرات و أوصى البحث بعقد اتفاقية دولية يتممن خلالها تحديد مجموعة الجرائم الخاصة بالاعتداء على أمن و سلامة الطيران المدني و تقرير عالمية التجريم و العقاب بشأنها تحت مظلة الأمم المتحدة أسوة بما نصت عليه اتفاقية جنيف 1958 بشأن أعالي البحار و اتفاقية قانون البحار 1982 بشأن مكافحة جريمة القرصنة الجوية.