The politics of ideology in Brecht's Life of Galileo

Abstract AR

يعتبر برتولد برخت واحد من أفضل المسرحين المحدثين.

إن مساهماته الكبيرة في التقاليد المسرحية و المسرح الملحمي قد أضفت على سمعته مكانة مرموقة.

كتب برخت كثير من المسرحيات الناجحة و منها (حياة غاليليو).

تدور أحداث هذه المسرحية حول الفيلسوف و عالم الفيزياء الإيطالي غاليليو غاليلي الذي كان تأثيره واضحا في الثورة العلمية التي أتت لاحقا.

تجسد هذه المسرحية الشد الامتناهي بين العلم و السلطة الدينية القوية و القناعة العلمية المتحررة للإنسان.

و من هنا أتت هذه الدراسة لتبحث العلاقة الجدلية بين الدين و العلم كما جسدت شخصية غاليليو غاليلي في ضل العقيدة الفكرية المهيمنة آنذاك.

لقد وقع الاختيار على هذه المسرحية بناء على ما تحتويه من معالجة رائعة و بصيرة ثاقبة لآليات الفكر السياسي و دلالاتها ذات العلاقة الوثيقة بوقنا الحاضر.

نظريا يرتكز البحث على (نظرية الفكر و الفن) لـ التوسير و تطبيق هذه النظرية على مسرحية (حياة غاليليو) لـبرخت.

يعتبر التوسير (1918-1990) واحد من منظري ما بعد الماركسية في العالم الغربي، و ممن دعم نسخة مباشرة من الماركسية التي كانت دائما قريبة من الحزب الشيوعي.

التوسير اعتبر برخت كواحد من أعظم المسرحيين الماركسيين الثوريين في القرن العشرين و من الذين وظفوا المسرح لمعارضة النظام الرأسمالي و الفكر البرجوازي.

يتكون البحث من ثلاثة أجزاء رئيسية : حيث يختبر الجزء الأول كيفية إصرار التوسير على تبني نسخة مباشرة من الماركسية الغير ملوثة بمثالية الطبقة الوسطى و النفعية و تركز على الصراع الطبقي.

حيث كما هو برخت، كان التوسير يعتقد بأن النظام التربوي، الحياة الثقافية، المسرح و الفن ما هي إلا ميدان رئيسي واحد من النظام الثوري ضد لايديولوجية الرأسمالية المهيمنة.

يتناول الجزء الثاني آراء التوسير عن برخت ككاتب مسرحي ثوري و كيف إن المسرح الكلاسيكي كان قد ساند الايديولجيات السائدة في المجتمع و الطريقة التي ساهم بها في حل الصراعات الاجتماعية بطرق وجدانية و مثالية من خلال بطولات البطل.

في حين إن الكوميديا و مسرح العبث سخرت من كل هذا دون تقديم أي أمل في تغيير حقيقي.

و مع ذالك فان نسخة برخت من المسرح استندت على العلوم التاريخية من الماركسية و قدمت قراءة هدامة و معارضة للايديولوجيات الرأسمالية و في مسرحيات مثل (حياة غاليليو) نفت وجود بطل أو حل خيالي للمشاكل الاجتماعية.

يناقش القسم الثالث في البحث الطريقة التي كان فيها غاليليو، في الحقيقة، أنموذجا للانتهازي البرجوازي الحديث الذي يستشعر بوجود عالم حديث و بإمكانيات غير محدودة : كان غاليليو يعلم بأن اكتشافاته العلمية الجديدة تشكل تهديدا حقيقيا للنظام الإقطاعي القديم بما في ذلك الكنيسة الكاثوليكية و الطبقة الإرستقراطية و خصوصا إذا ما بدأ من هم أدنى رتبة منهم، في السلم الاجتماعي، بطرح أسئلة و استفسارات، لا إجابة لها، حول المجتمع و الايديوجيات السائدة.

و في النهاية عندما هدد بالتعذيب و الموت، تنصل و تنكر غاليليو عن آرائه و أذعن إلى حكم و قناعات السلطات التقليدية بدلا من المخاطرة و الاستشهاد أو حتى محاولة قيادة حركة ثورية.

لقد صور برخت غاليليو مغرورا للغاية، باحثا عن ملذاته الشخصية و متجنبا للألم.

رغباته الأنانية البحتة هذه أدت بالنهاية إلى تزويد أعداء الإنسانية بسلاح و تقنيات جديدة لاستعباد و إبادة الجماهير.

لقد استوعب الناس الدرس جيدا : بما إن الشمس لا تدور حول الأرض إذا لم تعد هنالك حاجة للإنسان في المستقبل من أن يجعل سواه كعبة له يطوف حولها.