الأزمة المالية العالمية : الأسباب، الآثار، النتائج و الدروس المستفادة

Abstract AR

تعد الأزمة المالية العالمية التي مست الاقتصاد العالمي عامة و الأمريكي منه خاصة في سنة2008 م أكبر أزمة مالية في العصر الحديث، أين فاقت أزمة الكساد العظيم, 1929 حجما و آثارا متوقعة، وتعود جذور هذه الأزمة إلى سنة 2006 م إلى ما يعرف ب =أزمة القروض العالية المخاطر+ التي هلهلت القطاع المصرفي الأمريكي و غاصت به في دوامة من الخسائر، و خلفت مئات الآلاف من المستثمرين و الأفراد، أين وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال عام 2009 م إلى 125 بنكا وذلك بحلول نوفمبر من ذات السنة.

لقد اندلعت هذه الأزمة بعد قيام العديد من المصارف العقارية على منح قروض لذوي الدخول المحدودة، دون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المترتبة عن ذلك، و كان مؤشر اندلاع الأزمة هو الارتفاع المتزايد لأسعار تلك العقارات، ثم انتشرت و اتسعت لتصبح أزمة مالية عالمية بعد وصول آثارها إلى الدول الأوروبية و الدول الآسيوية و الدول النامية التي ترتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، ثم تحولت فيما بعد إلى أزمة اقتصادية، مست أكبر الشركات الصناعية العالمية، حيث تجلى ذلك في إفلاسها أو بيعها أو اندماجها بعد سنوات طويلة من النشاط.