الفجوة الرقمية محليا و عالميا : المشكلة و الحل

Abstract AR

يتضح من خلال هذه الدراسة أن الفجوة الرقمية هي قضية عالمية تطال كافة دول العالم من المتقدمة و حتى الفقيرة، فكل دولة تعاني المشكلة بأشكال و مقاسات مختلفة.

رغم أشكال الفجوة المختلفة و مقاساتها إلا أنه يمكن التعميم بشأن أسبابها، فالسبب الرئيس هو الحالة الاقتصادية-الاجتماعية و مستوى التعليم.

إن تقليص الفجوة ممكن على مستوى الفرد و بشكل ذاتي فقط في دول العالم المتقدم حيث البنية التحتية و التكنولوجيا متوفرة، بينما كل ما يحتاجه الفرد هو جهد ذاتي لاكتساب مهارات استعمال تلك التكنولوجيا بشكل ناجع.

أما في الدول التي تفتقر إلى بنية تحتية في مجال الاتصالات و التقنيات، فإن الحل الذاتي غير ممكن كونه لا يكمن في إطار اكتساب مهارات استعمال التكنولوجيا، إنما هناك حاجة لجهود حكومات و مؤسسات المجتمع المدني حيث تتيح الحكومات لمواطنيها استغلال تلك التكنولوجيا من خلال إنشاء بنى تحتية قادرة على التعامل مع تلك التكنولوجيا، يرافق ذلك حملة وعي و تنور تكنولوجي و حاسوبي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني.

إن مساندة مؤسسات المجتمع المدني لأصحاب الدخل المحدود و لمفتقدي الوعي الحاسوبي أمر واجب في الدول المتقدمة أيضا، و هذا ما يحصل بالفعل، إلا أنه أمر لابد منه بين الأقليات أيضا، و هذا ما لم يحصل داخل المجتمع العربي في إسرائيل لأن مؤسسات المجتمع المدني العاملة على تقديم المساعدات مازالت تعمل في دائرة تأمين الاحتياجات الأساسية من غذاء و دواء و كساء، دون أن تهتم في إدراج التنور الرقمي ضمن الاحتياجات الأساسية، و من جهة ثانية، لا توجد هناك مؤسسات داعمة تعمل على زيادة الوعي الحاسوبي للأجيال المختلفة من خلال دورات مجانية أو ذات تكلفة ضئيلة.

آمل أن أكون قد وفقت في توضيح مفهوم الفجوة الرقمية، و أن يستطيع القارئ الوقوف عن قرب على حقيقة الفجوة الموجودة اليوم عالميا و محليا مع بيان الأسباب و أشكال تقليص الفجوة كما أتت على يد مجموعة من المؤسسات الناشطة في مجال تقليص الفجوة الرقمية و على يد أكاديميين متخصصين.

يتبين لنا من خلال معالجة المعطيات حول الفجوة الرقمية داخل المجتمع العربي في إسرائيل يتبين لنا أنها غير محتلنة، و ينقصنا الكثير من المعطيات حول الفجوة بين الطبقات و المجموعات المختلفة، و بناء عليه، فإني أوصي بإجراء المزيد من المسوح و الاستطلاعات و الأبحاث و الدراسات لإكمال الصورة حول حقيقة الفجوة محليا، و من ثم مقارنتها بمعطيات حول العالم العربي و بأقليات عرقية أخرى في العالم، و كذلك مع المجتمع اليهودي في إسرائيل لإكمال الصورة عالميا.