الجمع بين قوة العقل و إمتاع العاطفة في أسلوب القرآن الكريم

Abstract AR

إن دراسة مواضع الإعجاز في القرآن الكريم مما انصب عليه اهتمام العلماء في مختلف العصور، و نواحي الإعجاز في القرآن الكريم متعددة، و لعل من أهمها الإعجاز البلاغي الذي تحدى العرب أن يأتوا بمثله، و مع أنهم قوم أهل بلاغة و بيان إلا أنهم عجزوا عن الإتيان بمثل أقصر سورة فيه، و حين ثبت العجز في كل عصر عكف العلماء على دراسة أسلوب القرآن الكريم الذي هو من جنس كلامهم، و لكنه جاء بأسلوب لم يعرفوه من قبل و عجزوا عن الإتيان بمثله، فكانت الدراسات البلاغية لمعرفة سر هذا الإعجاز و سبب هذا العجز، حتى توصل العلماء إلى أن المعجز هو أسلوب النظم في القرآن الكريم، و منه كانت الدراسات البلاغية المختلفة لهذا الأسلوب، و مما تميز به و تفرد : الجمع بين قوة العقل و إمتاع العاطفة، و ذلك لا يستطيعه أي متحدث مهما أوتي من البلاغة و البيان، و قد حاولت إيضاح هذه الخاصية من خلال آية واحدة تجلت فيها قوة العقل و إمتاع العاطفة و هي آية القصاص، و قد قمت بجمع هذه المادة العلمية من كتب التفسير و البلاغة، و جعلت البحث مكونا مما يأتي : 1- التمهيد و تحدثت فيه عن معنى الأسلوب في اللغة و الاصطلاح، و في القرآن الكريم.

2- تناولت هذه الخاصية من خلال آية القصاص و بينت معنى هذه الآية و ما فيها من أوجه البلاغة و البيان.

3- بينت كيف جمعت الآية بين خطاب العقل و ملامسة العاطفة لتقرير هذا الحكم الإلهي الذي ورد فيها.

4- خصت في الخاتمة إلى أن الجمع بين قوة العقل و إمتاع العاطفة مما قرد به أسلوب القرآن الكريم، و أن القرآن الكريم يزخر بمثل هذه الآية التي يتجلى محها إعجازه، و ما زال الباب مفتوحا للباحثين للتنقيب عن نواحي الإعجاز في هذا الأسلوب، و ليكون في ذلك نفعا عظيما لأهل البلاغة و اللغة، و لعلماء النفس، يبين لهم مداخل النفس الإنسانية، و أسلوب قيادتها و التأثير عليها بأسلوب متميز.