الحوادث التاريخية في شعر أبي تمام

Abstract AR

يعد أبو تمام من أشهر الشعراء الذين مارسوا التدوين و التأليف إلى جانب قول الشعر ما حاشا أبا العلاء المعري، الشاعر المكثر، و عبد الله بن المقفع المقل، فقد ذكر ابن النديم في الفهرس : إن لأبي تمام أربعة مؤلفات هي : كتاب بالحماسة، و كتاب الاختيارات من شعر الشعراء و كتاب الاختيارات من شعر القبائل ثم كتاب الفحول.

على إن كتاب الحماسة قد ألفه بعد رجوعه من خرسان بعد مدح (عبد الله بن طاهر) و على هذا يمكن إن نعد ما نقل إلينا الشعر من أحداث تاريخية كالوقائع و الملاحم هي أعمال تاريخية في قالب آخر، و عليه عد (ارسطو) الشعر أكثر فلسفة من التاريخ و أرقى، ذلك لأن الشعر يميل إلى التعبير عن الأمور الشاملة.

و على هذا فقد كان شعر ابن حماد قد سار في اتجاهين أولهما وصف الأشياء و ثانيهما الأخبار عنها.

أما مهمة الشاعر أبو تمام فأنها تدور في كتابة التاريخ مع شيء من التصنيف و ما نتج عنه في كل مجالات المعرفة و لعل هذه هي نقطة الالتقاء الأساسية بين الشعر و التاريخ، و لقد شارك أبو تمام في تعميق الوعي الحضاري، و بناء الحضارة الإنسانية بكل أبعاده فيعتد كل بمن الآخر ضمن نطاق اختصاصه.

و لقد توفرت عوامل عدة جعلت هذا العصر الذي عاش فيه أبو تمام ميدانا للصراع، و الاضطراب، و الثورات.

و لقد عاصر أبو تمام الخليفتين (المأمون) و (المعتصم)، و عاش أغلب الأحداث في زمانهما في عهد هذين الخلفتين، و هو عهد سالت فيه دماء كثيرة، و أحداث حسام منها مع الروم و منها الحروب الداخلية و الفتن و الاضطرابات.