تحسين العلاقات الأمريكية السورية : بعض البدايات الممكنة

Abstract AR

تتعدد السياسات التي جرى، و ما زال يجري في إطارها مساندة و دعم صناعة السينما المحلية في العديد من الدول التي تتباين في مستويات تقدمها الاقتصادي و في مدى ما أحرزته من تطور في أنظمتها السياسية.

و تعتبر صناعة السينما موضع اهتمام صناع السياسات بوجه عام، مع اختلاف طبيعة هذا الاهتمام، و حدوده و أبعاده فيما بين الدول، و حيث تتغير أشكاله مع تطور دور الدولة و وظائفها خلال المراحل المختلفة.

و في ظل الدور الاقتصادي للدولة في الثمانينات و التسعينات في الحالة المصرية في اتجاه التحرير و التفاعل مع السوق الدولية و طرح بعض وحدات القطاع العام للبيع (متضمنا خصخصة بعض حلقات قطاع السينما)، فان عودة الدولة المعاصرة في مصر إلى الاهتمام بمساندة و دعم الإنتاج السينمائي-بدءا من عام 2007-تطرح التساؤل النظري العام حول مجالات التدخل أو عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، متضمنا قطاع السينما و أشكال هذا التدخل في مصر و في غيرها من التجارب المعاصرة، الحاضرة و المجاورة.

و تأتي التجربة السينمائية التونسية، التي تبلورت بالفعل ملامحها، في موضع رئيسي في هذا الصدد من حيث اختلافها عم مثيلتها المصرية من حيث النشأة و التطور و الخصائص الاقتصادية و الثقافية و الفنية، مع التأكيد أن تونس لا تعرف إنتاجا سينمائيا معاصرا دون دعم من الدولة، بالإضافة إلى التمويل الخارجي المساند و المكمل.

و تهتم الدراسة بالتجربة السينمائية التونسية كحالة خاصة في إطار عام يتعلق بحضور الدولة و مساندتها للإنتاج السينمائي مع تغير الدور الاقتصادي للدولة في مرحلة الاستقلال السياسي و قيام الدولة الوطنية " الوطنية"، فتجربة القطاع العام، فالتحول إلى التحرير الاقتصادي و بيع القطاع العام و التفاعل مع السوق الخارجية و الاتجاه للاندماج في اطر إقليمية متنوعة ي ظل الدولة المعاصرة.

على أمل أن تأتي الدراسة في إطار دراسات متتابعة تلحق بها، و تعني بتجارب أخرى ذات خصوصيات و أبعاد اقتصادية و اجتماعية مختلفة على مستوى المنطقة العربية، مثل تجربة السينما السورية ة تجربة السينما المغربية.

و على نحو مختلف التجارب الوليدة و الصاعدة في منطقة الخليج العربي مؤخرا، و غيرها.

و بين عمومية الطرح و خصوصية الحالة موضع التحليل، تلقى الدراسة الضوء على مسألة الدعم كمبدأ، و بيان الظلال المشتركة و الخطوط الفاصلة بين الدعم كضرورة و الدعم كمرحلة في إطار مساندة السينما المحلية التي صاحبت مراحل تطور دور الدولة الاقتصادي، مع إبراز الأبعاد المرتبطة بمدى كفاءة هذا الدعم في الحالة التونسية المعاصرة، وما يثيره من إشكاليات نظرية، ومن جدل على ارض الواقع بشأن تخصيص جانب من الموارد العامة لمساندة حلقات و نشاط السينما المحلية، و بشأن المردود الاقتصادي و الاجتماعي لهذا التخصيص...

و حيث لا يعادل أفاق الحضور الثقافي لتلك السينما خارج حدودها، و سجلها في حصد الجوائز الدولية في المحافل المعنية سوى محدودية أسواقها على المستوى المحلي و العربي و الدولي، و حاجتها للدعم و المساندة بغرض البقاء و المواصلة...

كضرورة حضارية و ثقافية و اقتصادية ة كحد أدنى...