جذور علم اللغة التطبيقي في التراث العربي : رسالة الغفران للمعري نموذجا

Abstract AR

لم يقتصر الحوار الذى أداره "المعرى" في رسالته على الشعراء و الأدباء و اللغويين بل حاور كذلك آدم و ابليس و الملائكة و الطيور و الحيوانات و الحيات و حاور كذلك الجن و هذا الابتكار أسلوب تعليمى استعانت به الدراسات اللغوية في العصر الحديث لتوصيل المعلومات بشكل شيق فيه إثارة و تشويق خصوصا للأطفال كما هو الحاصل في استخدام الرسوم المتحركة "الكرتون" و الصور الفوتوغرافية في الكتب التعليمية و المجلات يطبق "المعرى" في بعض محاوراته ما أكد عليه علم اللغة التطبيقى فيما يخص منهج تحليل الأخطاء حيث قام بتحديد الخطأ و تفسيره و أخيرا تصويبه و علاجه كما نراه يضع الفروض لتأويل هذا النص و تحليله و الفرض جانب تعليمى له حضوره في العملية التربوية انتبه أبو العلاء عند تحليله لبعض الأبيات المشكلة إلى البعد الثقافي و الاجتماعى للشاعر و بيئته و مجموعة العادات و التقاليد و من شأن ذلك أن يفسر بعض الظواهر التى تبدو غامضة و هذا الأمر نبهت عليه كذلك الدراسات التربوية و مناهج التعليم الحديثة.

لم يكن الاستطراد الذى طبع هذا العمل خاصة لظروف الرجل الصحية و النفسية – كما زعم البعض – و لكن كانت بصمة أسلوبية لبيان إمكاناته اللغوية و عرض لثروته اللفظية ولغاية تعليمية فمن شأن المعلم أن يسترسل في الشرح و يسهب في التفسير و البيان و التوضيح.